صلوات وساعات سجود «اغترابيّة» على نيّة لبنان

الخورأسقف بول كرم يترأّس قدّاسًا إلهيًّا في رعيّة سيّدة لبنان-مرسيليا، فرنسا على نيّة السلام في بلاد الأرز والشرق الأوسط الخورأسقف بول كرم يترأّس قدّاسًا إلهيًّا في رعيّة سيّدة لبنان-مرسيليا، فرنسا على نيّة السلام في بلاد الأرز والشرق الأوسط | مصدر الصورة: رعيّة سيّدة لبنان-مرسيليا

بكثير من الألم والقلق، يتابع المغتربون اللبنانيون في مختلف أرجاء العالم التصعيد العسكريّ في وطنهم الأم. بكثير من الصلوات يرافقون أهلهم في هذه المرحلة الصعبة وكلّهم أمل ورجاء بانجلاء الغيمة السوداء وعودة الأمان إلى ربوع بلدهم المعذّب.

مع كلّ تطوّر تنقله إليهم شاشات التلفزة أو يصلهم عبر ذويهم، تنفطر قلوب اللبنانيين الذين دفعتهم ظروف مختلفة إلى ترك أرضهم. واليوم، أكثر من أيّ وقت مضى، لا يوفّرون سبيلًا للوقوف إلى جانب أهلهم ودعمهم بالسُّبُل شتّى، وبالصلاة أوّلًا.

أقامت رعية سيدة لبنان في مرسيليا قداسًا على نية السلام في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، ترأسه الخورأسقف في مرسيليا بول كرم. حضر القدّاس حشد من اللبنانيين والمشرقيين والفرنسيين، وخدمته «شبيبة البيت اللبناني الفرنسي»، تلاه لقاء سجود وصلاة على نية السلام.

وشدد كرم في عظته على «أهمّية مواجهة آلة الحرب الظالمة في المنطقة بالتضرع إلى الله من أجل توعية ضمائر من لديهم السلطة كي يجسّدوا روح أمير السلام يسوع المسيح». واستذكر «أرواح الأبرياء الذين يسقطون يوميًّا ومن يفقدون ممتلكاتهم وأرزاقهم وهم ضحية اللاعدالة والحرب المفروضة على منطقة تجسَّد فيها يسوع المسيح وهي أصبحت مدمرة ومهجَّرة ومقطعة الأوصال». وأكّد كرم «أهمّية زرع روح السلام عوض روح الكراهية والبغض»، راجيًا أن «تتحمّل الأسرة الدولية مسؤولياتها».

نداء من أستراليا

من جهته، كان راعي أبرشية مار مارون في أستراليا ونيوزلاندا وأوقيانيا المطران أنطوان شربل طربيه قد وجّه رسالة إلى أبناء الأبرشية وبناتها قال فيها: «يعيش اللبنانيون في خضم حرب غير مسبوقة لم يختاروها، ويومياتهم مثقلة بالهموم المعيشية الاقتصادية والتحديات الأمنية والسياسية، وليس بإمكاننا إلا أن نشعر معهم».

وأردف: «تجاوبًا مع نداء غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الذي يدعونا إلى تضامن العائلة اللبنانية في مواجهة الكارثة الإنسانية الحالية، أدعو أبناءنا وبناتنا في جميع الرعايا المارونية إلى تخصيص ساعات سجود من الآن حتى بدء تساعية عيد الميلاد، للصلاة من أجل وقف الحرب على لبنان والأراضي المقدسة، وحلّ النزاعات بتغليب لغة المنطق والعقل والحوار على لغة العنف».

كما دعا طربيه إلى «تخصيص نيّات القداديس في عيد الوردية المبارك، أي في الأحد الأول من أكتوبر/تشرين الأول، للغاية نفسها، وإلى تنظيم تطوافات وزياحات. إضافةً إلى صلاة المسبحة الوردية كأفراد أو كعائلات في خلال هذا الشهر المبارك». وواصل: «في عيد الوردية المقدسة، نرجو أن تُجمع الصينية الثانية في جميع القداديس، يومَي السبت والأحد 5 و6 أكتوبر/تشرين الأول، لمساعدة النازحين اللبنانيين من المناطق المتضررة والإسهام في تأمين الحاجات الضرورية لهم».

و‏ختم طربيه: «أصلي معكم جميعًا، طالبًا من الله أن ينتصر الحق وتتوقف العمليات العسكرية ويخيّم السلام على الأرض وفي القلوب، بشفاعة العذراء مريم، ملكة السلام وسيدة لبنان. حمى الله لبنان وشعبه».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته