البابا فرنسيس من بلجيكا: لبنان رسالة معذَّبة

البابا فرنسيس يتلو صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ملعب الملك بودوان في بروكسل، بلجيكا البابا فرنسيس يتلو صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ملعب الملك بودوان في بروكسل، بلجيكا | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

أكّد البابا فرنسيس ظهر اليوم، بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ملعب الملك بودوان في بروكسل-بلجيكا، أنّه يتابع بقلق وألم شديدَين تصاعد الصراع في لبنان.

وذكر أنّ لبنان رسالة، ولكنّه في هذه اللحظة رسالة معذَّبة. وقال: «هذه الحرب مدمّرة على السكّان. كثيرون من الأشخاص يموتون يومًا بعد يوم في الشرق الأوسط. نصلّي من أجل الضحايا وعائلاتهم. نصلّي من أجل السلام. أطلب من جميع الأطراف وقف إطلاق النار فورًا في لبنان وفلسطين وإسرائيل».

وجدّد الأب الأقدس في اليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين تحت شعار «الله يسير مع شعبه» نداءه إلى أوروبا والمجتمع الدولي للنظر إلى ظاهرة الهجرة كفرصة للنموّ معًا في الأخوّة. ودعا الجميع إلى رؤية وجه يسوع في كلّ أخ وأخت من المهاجرين، هو الذي جعل نفسه ضيفًا حاجًّا بيننا.

كما شرح الحبر الأعظم في خلال قدّاسه الأخير في بلجيكا (في إطار رحلته الرسوليّة) أنّ الأنانية، مثل كلّ ما يعيق المحبّة، هي «فضيحة» لأنّها تسحق الصغار وتذلّ كرامة الأشخاص وتخنق صرخة الفقراء. وأعطى مثالًا يحدث عندما تُبنى حياة الأفراد والمجتمعات على أساس المبادئ المتعلّقة بالمصلحة الشخصيّة حصرًا والمنطق التجاري البحت، حيث يُخلق عالم لا يوجد فيه مكان لمن يمرّون بصعوبات ولا رحمة لمن يرتكب الأخطاء ولا شفقة تجاه من يعاني ولا يستطيع المقاومة.

البابا فرنسيس يتلو صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ملعب الملك بودوان في بروكسل، بلجيكا. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
البابا فرنسيس يتلو صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ملعب الملك بودوان في بروكسل، بلجيكا. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

ثمّ ذكّر فرنسيس باستغلال الصغار من قبل من يجب أن يهتموا بهم، وما يتركه ذلك من جروح الألم والعجز في الضحايا أولًا، ولكن أيضًا في أسرهم والمجتمع. وكرّر: «في الكنيسة يوجد مكان للجميع، ولكنّنا جميعًا سنُحاسب، وليس هناك مكان للإساءة، ولا مكان للتستّر على الإساءة. أطلب من الجميع: لا تتستروا على الإساءة! أطلب من الأساقفة: لا تتستروا على الإساءة! اشجبوا الاعتداء وساعدوا المعتدين على الشفاء من هذا المرض المتمثّل في الإساءة. الشرّ لا يُخفى: الشرّ يجب أن يُكشف، يجب أن يُعرف، كما فعل بعض الضحايا وبشجاعة. يجب أن يُعرف. ويجب أن يُحاسب المعتدي سواء كان شخصًا علمانيًّا أم كاهنًا أم أسقفًا: يجب أن يُحاسب».

وشدّد الأب الأقدس على أنّه لا يمكن تجاهل صرخة الفقراء أو إسكاتها كأنّها نغمة شاذة في سمفونية عالم الرفاه المتكامل، ولا يمكن تخفيفها ببعض أشكال المساعدة السطحيّة. وأردف: «هي صوت حيّ من الروح، تذكّرنا بمن نحن عليه –كلّنا فقراء خطاة، كلّنا، وأنا أوّلهم– والأشخاص الذين تعرضوا للإساءة هم نداء يُرفع إلى السماء، يلمس الروح، يجعلنا نشعر بالخجل ويدعونا إلى التوبة. لا تعيقوا صوتهم النبوي بإسكاته عبر لامبالاتنا».

كما أعلن البابا فرنسيس تطويب آنا دي جيسوس، كرمليّة إسبانية، كانت صديقة للقديس يوحنا الصليب والقديسة تيريزا الأفيليّة. واعتبرها نموذج «القداسة الأنثوية» الذي يتّسم بالرقة والقوّة ومفعم بالانفتاح والشراكة والشهادة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته