عائلة ناجية من فاجعة عُرس بغديدا تروي خبرتها الإيمانيّة: ولادة طفلنا رسالة إلهيّة

بهنام ورنين مع طفلتهما الشهيدة كايلا بهنام ورنين مع طفلتهما الشهيدة كايلا | مصدر الصورة: رغيد ننوايا/آسي مينا

لم تكن ليلة السادس والعشرين من سبتمبر/أيلول 2023 كسائر ليالي بغديدا الوادعة؛ فالمجتمعون للاحتفال والفرح غدوا ذبائح مَحْرَقةٍ لا يزال فاعلها مجهولًا ولكنّ ضحاياها معلومون، شهداء وأحياء.

بألَمٍ ورجاء، يستذكر بهنام عبادة في حديثه إلى «آسي مينا» فقدَه طفلته كايلا في الفاجعة، التي لا تزال أحداثها حاضرةً في فكره لحظةً بلحظة. ورغم ما قاساه يؤكّد: «لولا حضور الله معنا في تلك اللحظات العصيبة لما خَرَجنا أحياء، وما انفكّ الربّ حاضرًا معنا بلا انقطاع».

الموت في قاعة عُرس

قال عبادة: «في كلّ مناسبةٍ واجتماعٍ للعائلة نتذكّر كايلا وكلّ لحظةٍ عشناها معًا». واستدرك: «رغم نجاتنا، كنّا في أسوأ حالاتنا، وما زال ألَم الفاجعة يعتصر قلوبنا كلّما تذكّرنا تلك اللحظات العصيبة، حيث الموت محيط بنا وبجميع أحبّتنا في قاعة العُرس».

وأكّد عبادة يقينه بحضور الربّ الفاعل في حياة أسرته: «الله معنا، يقوّينا ويحفظنا من كلّ سوء»، مشدِّدًا على دور الصلاة في عضدهم: «نصلّي كلّ يومٍ، وصلاتنا الممتزجة بالدموع تقوّينا وتفتح عيوننا وأذهاننا لنتأمّل في تعويض الله».

من جنازة الطفلة الشهيدة كايلا. مصدر الصورة: إذاعة صوت السلام
من جنازة الطفلة الشهيدة كايلا. مصدر الصورة: إذاعة صوت السلام

الأمّ المكلومة

لم تنسَ رنين كحك يومًا طفلتها كايلا. وتروي بحُرقة: «ما أصعب فقدان أحد الأبناء على الأهل! عانت صغيرتي كثيرًا واحتملت حروقًا غائرة، ورغم حبّها للحياة وسعي الأطباء إلى إنقاذها، غادرتنا كايلا الجميلة المحبوبة. لقد اختارها الله لتكون ملاكًا بريئًا في السماء».

عوض الله

يشعر بهنام ورنين بأنّ الله اختار تعويضهما عن فقدانهما كايلا وأن يكافئ صبرهما بمنحهما مولودًا يجدّد الحياة في العائلة ويعيد إليها البهجة ويوطّد فيها الرجاء والتعزية.

لطالما تمنّت كايلا أن تحظى بشقيقٍ تلاعبه وتغمره بمحبّتها، لكنّ أمنيتها الشفيفة لم تتحقّق في خلال حياتها. ويشرح والداها: «نعلم أنّها ترانا من السماء وأنّها سعيدةٌ بأخيها الجميل كيلار، وسعادتنا أكبر بأنّه يشبهها ويذكّرنا بها في كلّ لحظة. هي تعلم أنّنا لم ننسها، لكنّنا نفتقد حضورها بيننا ونستذكرها دائمًا».

الربّ لن يخذلنا أبدًا

زادت المحنة بهنام ورنين إيمانًا ورسّخت رجاءهما وثقتهما باختيارات الله وعزّزت شكرهما كرَمَه وفضله: «أنعَمَ الله علينا بهذا الطفل ونحن في أمسّ الحاجة إلى إشارة أملٍ، جاءنا حاملًا رسالة إلهيّة تُذكّرنا بأنّ عوض الله آتٍ لا محالة  فالربّ لن يخذلنا أبدًا».

رغم حزنهما على جميع شهداء الفاجعة، وألمهما لفقد طفلتهما، فبهنام ورنين متيقنان أنّ لطف الله لا حدود له. ويختمان بالقول: «رجاؤنا أن يتحلّى جميع البغديديّين بالصبر والشجاعة؛ فبغيرهما ومن دون إيماننا بحضور الله وثقتنا بتعويضاته، ما كنّا احتملنا مُصابنا. فالشكر لله دومًا على نعمه، وثقتنا متينة باختياراته، وستبقى بغديدا ولّادة ولن تموت».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته