قدّيسة تنكّرت بزيّ رجل وأدهشت الرهبان بحسن سلوكها

القدّيسة فروسينا القدّيسة فروسينا | مصدر الصورة: Elleney Soter/Pinterest

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيسة فروسينا في 25 سبتمبر/أيلول من كلّ عام. قدّيسة كرّست ذاتها بكلّيتها للمسيح حتى الرمق الأخير.

ولِدَتْ فروسينا في مدينة الإسكندريّة، مصر. كانت عائلتها غنيّة ومؤمنة، ولم ترزق طفلًا إلّا بعد صلوات عميقة للربّ الذي استجاب لتضرّعاتها بعد صبر طويل، ومنحها فروسينا التي حصّنت ذاتها بأسمى الفضائل. كما عاهدت الربّ يسوع بتكريس ذاتها بكلّيتها له.

وفي أحد الأيّام، تنكَّرت بزيّ رجل، وتركت بيت أهلها بالسرّ، وتوجّهت إلى أحد الأديار، وسألتْ الرئيس أن يسمح لها بالبقاء بين رهبانه. فتردّد في البداية، لكنّها ألحّت عليه كي يعطيها هذه الفرصة، فقبل بها في النهاية ظنًّا منه بأنّه شاب ما زال في ربيع العمر.

أدهشتْ فروسينا الرهبان في الدير بحسن سلوكها وسيرتها، فكانت مثالًا في الغيرة والتقوى والطاعة. وبعدها بدأ والدها يبحث عنها في كلّ مكان، وسأل عنها في أديار النساء لكن من دون جدوى. ومن ثمّ سارت به العناية الإلهيّة إلى الدير الذي كانت موجودة فيه.

فوقع نظره عليها لكنّه لم يعرفها لنحول جسمها وتبدُّل هيئتها. أما هي فعرفته، إلّا أنّها لم تكشف له هويتها، واستمرّ يتردد إلى ذلك الدير بين حين وآخر، مقدّمًا له المساعدات. وبقيت فروسينا طوال حياتها متسلّحة بنعمة الصبر في مواجهة متاعب الحياة.

ولمّا أصيبتْ بالمرض في أيّامها الأخيرة، كشفت سرّها لأبيها الذي تأثّر جدًّا وقبلها باكيًا. كما طلبت منه المغفرة وحضّته على الصبر، ورقدت بعدها بعطر القداسة عام 470. فقرّر والدها التخلّي عن مجد العالم، وباع أملاكه ووزّع ثمنها على الفقراء والكنائس. ودخلت زوجته إلى أحد أديار النساء، أمّا هو فاختار السكن في الدير حيث عاشت ابنته، وأنهى حياته بالقداسة على مثالها.

يا ربّ، علّمنا كيف نحيا على مثال هذه القدّيسة في التقوى والغيرة والطاعة لكلمتك المقدّسة إلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته