«نجوتُ بأعجوبة»... كاهن مارونيّ يُخبر قصّة خلاصه من تفجيرات «البيجر» في بيروت

الأب مروان غانم وأحد أنواع أجهزة النداء اللاسلكيّة (بيجر) التي تعرّضت دفعةٌ منها للتفجير في لبنان الأب مروان غانم وأحد أنواع أجهزة النداء اللاسلكيّة (بيجر) التي تعرّضت دفعةٌ منها للتفجير في لبنان | مصدر الصورة: الأب مروان غانم وYour Hand Please/Shutterstock

بعد ظهر الثلاثاء 17 سبتمبر/أيلول الحالي كان الأب مروان غانم، رئيس جمعيّة نسروتو الأناشيد وأخويّة السجون في لبنان، متّجهًا إلى موعد طبيّ في العاصمة اللبنانيّة بيروت. وقبل وصوله إلى موعده، شاهد جزءًا من تفجيرات هزّت البلاد.

في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، شرح غانم أنّه كان في منطقة الغبيري يقود سيّارته باتّجاه مكان موعده. توقّف الكاهن سائلًا رجلًا على درّاجة ناريّة عن كيفيّة الوصول إلى مكان موعده، فسَمِعَ فجأة صوت فرقعة خفيفة، وإذ بسائق الدرّاجة يقع نحو سيّارته ويبدأ بطنه بالنزيف وتصل الدماء إلى قميص غانم.

إعانة ثلاثة جرحى

بعدها، اصطدمت درّاجة ناريّة أخرى بمؤخّرة سيّارة غانم ووقع رجل مصاب عنها أيضًا. صُدِمَ الكاهن وبدأ يتساءل عمّا يحدث إذ لم يسمع صوت ضربة جويّة أو قصف على المنطقة، بما أنّ لبنان في حالة حرب بين حزب الله وإسرائيل، بل جلّ ما بدا له أنّ أناسًا حوله يسقطون أرضًا ولمح آخرين ينزفون مستلقين على الأرض. فما كان يحصل في تلك اللحظات هو انفجار عدد كبير من أجهزة النداء (بيجر) حملها عناصر حزب الله.

شارك غانم، وهو في ثيابه الكهنوتيّة السوداء، في نقل 3 جرحى إلى سيّارات انطلقت بهم نحو المستشفيات. بعدها تابع سيره فرأى عشرات الجرحى يتوافدون إلى مستشفى الساحل الواقع في منطقة الغبيري مصابين في بطونهم وأيديهم ووجوههم وعيونهم، إضافة إلى رجل في رأسه حروق. واصطدمت به أيضًا سيّارة من الخلف بسبب حالة الهلع فتضرّر زجاج سيّارته الخلفي والأيسر-الخلفي. ووصف غانم المشهد بنهر من الدماء.

وجه المسيح في المصابين

فسّر غانم أنّ لحظة ترجّله لمساعدة الجرحى الثلاثة لم يفكّر إن كان المصابون مسلمين أم مسيحيّين، بل تعرّف فيهم إلى «وجه المسيح المصاب على الطريق». ففي شدّة مماثلة لا يُفصَل بين مسيحيّ ومسلم، على حدّ تعبيره، بل الجميع بشر مخلوقون على صورة الله.

وأضاف الكاهن الماروني أنّه تمّم إرادة الربّ عندما تمكّن من مساعدة الجرحى ولو كي يصلوا إلى المستشفى بدل أن ينزفوا على الطريق. وزاد أنّه يعتبر عدم مساعدة المصابين خطيئة. وأشار إلى أنّ ترجّله من السيّارة محا شعوره بالفزع ممّا يحصل ودفعه إلى المساعدة.

نجوتُ بأعجوبة

كشف غانم أيضًا أنّه تساءل بعد الحادثة عمّا يريده الربّ منه. فهو نجا بأعجوبة من تلك التفجيرات، كما قال. فالطبيب الذي كان يقصده لديه جهاز نداء في مكتبه أيضًا وقد انفجر الجهاز ولم يُصب الطبيب لأنّه كان في الغرفة المجاورة. وفي مكتب آخر ملاصق للطبيب أُصيب شخص وتوفّي.

لذلك اعتبر غانم أنّه لو كان في مكتب الطبيب لحظتها لكان أُصيب بالتفجير. وشكر الكاهن الربّ لأنّه سلك طريقًا طويلًا بسيّارته قبل الوصول إلى مكان موعده، بدل اتّخاذ طريق مختصر. وزاد أنّه شعر بنعمة الربّ تحميه وأنّ الله لا يزال يطلب منه متابعة عمله في السجون ونشاطاته الإنسانيّة.

وفي ختام حديثه، اعتبر غانم جميع أطراف الحرب خاسرين. وأكّد للبنانيّين الخائفين من الحرب أنّ «أبواب الجحيم وأبواب الموت لن تقوى علينا».

وسأل هؤلاء مراجعة علاقتهم بالربّ لأنّه لا يتخلّى عن أحد، وشجّعهم على الإيمان بالربّ القائم من الموت.

كيف انفجرت أجهزة بيجر؟

يُذكر أنّ تفجيرات أجهزة النداء التابعة لحزب الله أدّت إلى وفاة 12 شخصًا وجرح قرابة 2800 آخرين، على ما أفاد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانيّة فراس الأبيض، الأسبوع الفائت. وبعد التفجيرات، برز تحليلان يقول الأوّل منهما إنّ إسرائيل فخّخت دفعة حزب الله من الأجهزة اللاسلكيّة قبل استيرادها. بينما قال التحليل الثاني إنّ التفجير حصل عبر اختراق الموجات وإحماء البطاريات.

ويُذكر أنّ في اليوم التالي لانفجارات هذه الأجهزة، انفجرت أيضًا أجهزة مستقبِلة-مرسِلة في كلّ لبنان تابعة للحزب عينه.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته