عيد القدّيسة تقلا… حكاية تدمير كنيستها وإعادة إعمارها في دقّون اللبنانيّة

كنيسة القدّيسة تقلا في بلدة دقّون-قضاء عاليه، لبنان كنيسة القدّيسة تقلا في بلدة دقّون-قضاء عاليه، لبنان | مصدر الصورة: صفحة القدّيسة تقلا-دقّون الرسميّة في فيسبوك

أنطوان شعيا، هو مختار بلدة دقّون-قضاء عاليه (جبل لبنان)، يطلّ اليوم عبر «آسي مينا» ليُخبرنا عن كنيسة القدّيسة تقلا شفيعة البلدة، وكيف بُنِيت للمرّة الأولى، وهُدِمت في خلال حرب الجبل وهجرة أبنائه. ومن ثمّ كيف أعيد إعمارها بعد عودة أهالي البلدة إلى ربوعها.

ينطلق شعيا: «كانت في البلدة كنيسة صغيرة للقدّيسة تقلا، وفي العام 1960 قرّر أبناؤها بناء كنيسة أوسع لها تستوعب عددًا أكبر من المؤمنين. وكانت البلدة يومها تعجّ بأهلها وكان خادم رعيّتها الأب يوسف شعيا».

كنيسة القدّيسة تقلا في بلدة دقّون-قضاء عاليه، لبنان. مصدر الصورة: صفحة القدّيسة تقلا-دقّون الرسميّة في فيسبوك
كنيسة القدّيسة تقلا في بلدة دقّون-قضاء عاليه، لبنان. مصدر الصورة: صفحة القدّيسة تقلا-دقّون الرسميّة في فيسبوك

ويردفُ: «انطلقت ورشة العمل لبناء الكنيسة، ولكن آنذاك لم تكن تتوفّر تسهيلات البناء كما هي الحال اليوم. فراحت لجنة الوقف تستثمر أراضيها لتوفير المال اللازم للمشروع. كما أخذ رجال البلدة يحفرون بالصخر ويجرّون معظم الحجارة على أكتافهم إلى أن جمعوا الكمّية المطلوبة. ومن ثمّ أبصرت الكنيسة الجديدة النور بفضل نخوة أهلها، وبرعاية مطرانيّة بيروت المارونيّة نحو العام 1970».

ويؤكّد شعيا: «هيمنت أجواء الفرح والاحتفالات في البلدة ورعيّتها إلى أن اندلعت الحرب الأهليّة عام 1975، وبعدها جاء الاحتلال الإسرائيليّ إلى المنطقة عام 1982، ما أدّى إلى بدء هجرة أبناء دقّون بحثًا عن الطمأنينة؛ وفي العام 1984، أُرغم جميع أهلها على تركها بسبب حرب الجبل، كما هُدِمت كنيسة القدّيسة تقلا».

كنيسة القدّيسة تقلا في بلدة دقّون-قضاء عاليه، لبنان. مصدر الصورة: صفحة القدّيسة تقلا-دقّون الرسميّة في فيسبوك
كنيسة القدّيسة تقلا في بلدة دقّون-قضاء عاليه، لبنان. مصدر الصورة: صفحة القدّيسة تقلا-دقّون الرسميّة في فيسبوك

ويُضيف: «بدأت عودة أهالي دقّون إلى ربوعها في العام 2007، وجاء ذلك بعد عمل استمرّ سنتين ونصف السنة في ملفّ العودة ومصالحة أبناء الجبل. وأعطتنا وزارة المهجّرين المعدات اللازمة لجرف البيوت المهدّمة وكذلك كنيسة القدّيسة تقلا في وسط البلدة. أمّا الكنيسة الصغيرة فكانت مجروفة بالكامل».

ويكشِف شعيا: «في العام 2007، أخذنا القرار بإعادة إعمار الكنيسة الكبيرة للقدّيسة تقلا، وباشرنا العمل برعاية المطران بولس مطر، كما عوّض علينا صندوق وزارة المهجّرين لإعمار الكنائس بمبلغ متواضع غير كافٍ لإتمام عمليّة البناء. فبدأنا جمع المال، ومن اللحم الحيّ شيّدنا أوّلًا صالون الكنيسة، ورحنا نحتفل بالقدّاس فيه».

ويُتابِع: «بعدها جمعنا المال من خلال استثمار لجنة الوقف أراضيها وإقامة النشاطات والمهرجانات في الضيعة. انتهى البناء في يوليو/تموز 2017، وكُرِّسَتْ الكنيسة بحضور البطريرك مار بطرس بشارة الراعي».

ويواصل شعيا: «نشكر الرهبنة الأنطونيّة التي تُرْسِلُ إلينا الكهنة وتهتمّ بخدمة رعيّتنا. بعض أبناء البلدة هاجر، وبعضهم الآخر لا يحضر إلى الكنيسة إلّا في المناسبات أو الاحتفالات. وتعزَّز هذا الشرخ بسبب الأزمة الاقتصاديّة وكذلك جائحة كورونا. لكن ما زلنا نحتفل بالذبيحة الإلهيّة أيّام الآحاد ولو بحضور عدد قليل من الناس؛ فالكنيسة بشر قبل أن تكون حجرًا». ويَخْتِمُ: «نشكر القدّيسة تقلا التي باركت عملنا وبصلاتها معنا، فاضت نعم المحبّة والعطاء، وها نحن اليوم، حصلنا على كنيسة جيّدة بقوّة ربّنا ونعمته».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته