البابا فرنسيس: لنسمع صوت الشعوب المطالِبة بالسلام

البابا فرنسيس في خلال صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس اليوم البابا فرنسيس في خلال صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس اليوم | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

طلب البابا فرنسيس ظهر اليوم، بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان، مواصلة الصلاة من أجل السلام. وقال: «للأسف، التوتر على جبهات الحرب مرتفع جدًّا. فلنسمع صوت الشعوب التي تطالب بالسلام. لا ننسى أوكرانيا المعذّبة، وفلسطين، وإسرائيل، وميانمار، والعديد من البلدان التي تقاسي الحرب. فلنصلِّ من أجل السلام».

وقبل الصلاة، شرح فرنسيس إنجيل اليوم (مرقس 9: 30-37) عن يسوع عندما أعلن ما سيحدث في نهاية حياته: «ابن الإنسان -يقول- يُسَلَّم إلى أيدي الناس فيقتلونه، وبعد ثلاثة أيّام يقوم». لكنّ التلاميذ، بينما كانوا يتبعون المعلّم، كانوا يفكّرون في أمر آخر ويتحدّثون عن شؤون أخرى. عندما سألهم يسوع عن فحوى حديثهم لم يجيبوا.

وأضاف الحبر الأعظم أنّ التلاميذ صمتوا لأنّهم كانوا يتجادلون حول من هو الأعظم بينهم. وقال فرنسيس: «يا له من تناقض مع كلمات الربّ! بينما كان يسوع يُطلعهم على سرّ حياته، كانوا يتحدّثون عن القوة والسلطة. وهكذا، الآن يغلق الخجل أفواههم، كما كان الكبرياء قد أغلق قلوبهم من قبل. ومع ذلك، يجيب يسوع بصراحة عن محادثاتهم الهامسة على الطريق: "إذا أراد أحد أن يكون الأوّل، فليكن الأخير". هل تريد أن تكون عظيمًا؟ كن صغيرًا، وضع نفسك في خدمة الجميع».

وشرح البابا أنّ يسوع علّم أنّ القوة الحقيقيّة لا تكمن في سيطرة الأقوياء، بل في رعاية الأضعف. لهذا السبب دعا المعلّم طفلًا، ووضعه في وسط التلاميذ واحتضنه، قائلًا: «من يقبل طفلًا واحدًا مثل هذا باسمي، يقبلني». واعتبر فرنسيس أنّ عندما يصبح الإنسان متسلطًا لا خادمًا، يعاني الصغار والضعفاء والفقراء.

ثمّ أردف: «كم من الأشخاص يعانون ويموتون بسبب صراعات القوّة! إنهم أرواح يرفضها العالم، كما رفض يسوع. عندما سُلّم إلى أيدي الناس، لم يجد احتضانًا، بل وجد صليبًا. ومع ذلك، يبقى الإنجيل كلمة حية ومليئة بالأمل: من رُفض، قام، وهو الربّ».

وفي ختام كلمته، دعا البابا فرنسيس المؤمنين إلى التساؤل: «هل أستطيع أن أرى وجه يسوع في الأصغر بيننا؟ هل أعتني بالقريب، وأخدم بكرم؟ وعلى العكس، هل أشكر من يعتني بي؟». ودعا إلى الصلاة لمريم العذراء، كي نكون مثلها، أحرارًا من الغرور ومستعدّين للخدمة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته