أسبوع عنيف في لبنان... الراعي يناشد مجلس الأمن وضع حدٍّ للحرب

غارة تستهدف إحدى قرى قضاء النبطيّة، جنوبيّ لبنان غارة تستهدف إحدى قرى قضاء النبطيّة، جنوبيّ لبنان | مصدر الصورة: الوكالة الوطنيّة (اللبنانيّة) للإعلام

أسبوع عصيب في لبنان، وليلة هي الأعنف في جنوبه منذ اندلاع الاشتباكات. فبعد تفجير الأجهزة اللاسلكيّة يومَي الثلاثاء والأربعاء الماضيَين، واستهداف الضاحية الجنوبيّة لبيروت يوم الجمعة، غارات مكثّفة ليل أمس حتّى فجر اليوم على معظم قرى الجنوب. يترافق هذا المشهد المتأزّم مع اطّراد الهواجس من تمدّد حربٍ تلوح مؤشّراتها في الأفق المنظور.

حتّى الساعة ما زالت البلدات المسيحية الواقعة على طول الشريط الحدودي بعيدة نسبيًّا عن الاستهداف المباشر، ولكنّ الحرب المشتعلة في أطرافها وبساتينها والقرى المجاورة تزرع في نفوس سكّانها الصامدين خوفًا من السيناريو الأعظم. سيناريو الحرب الموسّعة التي يعلمون عواقبها وتبعاتها بعدما اختبروا مرارتها سنواتٍ طويلة. وبعد هذه الليلة العنيفة من الغارات الإسرائيليّة التي أعقبها إطلاق صواريخ من لبنان على أهداف عميقة، يصبح المشهد أكثر تعقيدًا.

تعليقًا على هذا الأسبوع المؤلم الذي اختبره لبنان وما زال، قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي: «نصلّي من أجل نهاية الحروب، وإحلال سلام عادل وشامل في جنوب لبنان وغزّة».

الراعي يترأّس قدّاس الأحد في المقرّ الصيفيّ للبطريركيّة (الديمان)، لبنان. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة
الراعي يترأّس قدّاس الأحد في المقرّ الصيفيّ للبطريركيّة (الديمان)، لبنان. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة

وأضاف في خلال ترؤّسه قداس الأحد الثاني من زمن الصليب اليوم: «لبنان في حزن شديد لما أوقعت إسرائيل من ضحايا لبنانيّين مدنيّين وحزبيّين وقياديّين في صفوف حزب الله أيّام الثلاثاء والأربعاء والجمعة في ضربات غير مسبوقة خالية من الإنسانيّة، ومتعدّية جميع حدود المشاعر البشريّة. وقد أوقعت عشرات القتلى وآلاف الجرحى ومنهم سيحملون إعاقة جسديّة دائمة».

وأردف الراعي: «نقدّر المستوى الطبّي في المستشفيات التي فتحت أبوابها، ووظّفت جميع إمكاناتها للمعالجة. هذا فضلًا عن ضحايا جنوبيّ لبنان ودمار المنازل وتهجير المواطنين. إنّنا نوجّه النداء إلى مجلس الأمن لوضع حدّ لهذه الحرب بالسُّبل المتاحة. فإذا تُرك المتحاربون سيفنون بعضهم بعضًا قتلًا وتدميرًا وتهجيرًا. لا بدّ من فرض إيقاف الحرب والدعوة إلى مفاوضات السلام. فالسلام هو "صنيع العدالة" (أشعيا 32: 7)، وثمرة المحبّة النابتة من الأخوّة الإنسانيّة. في الحرب الجميع مغلوبون، والجميع خاسرون. أمّا الرابحون الوحيدون فهم تجّار الأسلحة. فلو يقف المتحاربون لبرهة أمام نفوسهم وأمام الله، حينها سيرمون السلاح من أيديهم ويطلبون عطيّة السلام».

وفي سياق الدعوات إلى السلام أيضًا، حذّرت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت اليوم من أنّ «المنطقة تقترب من كارثة وشيكة». وقالت عبر منصة إكس (تويتر سابقًا): «لا يمكن التشديد بما يكفي على أنّه لا يوجد حلّ عسكريّ من شأنه أن يوفّر الأمان لأيّ طرف».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته