أربيل, السبت 21 سبتمبر، 2024
ما انفكّت الكنيسة تدعو مؤمنيها بأجمعهم، رغم ضعفهم وخطيئتهم، إلى ابتغاء القداسة، في مسيرةٍ تبدأ بنعمة الله ووفق مشيئته وتُعاش في العالم بقوّة الروح القُدس وتنتهي بالملكوت. فكيف يمكن نيل القداسة من منظور الكنيسة الكاثوليكية؟ وكيف تقود الأخيرة مؤمنيها في حياة القداسة بغية الاتحاد النهائي بالله؟
يشرح الأب منتصر حدّاد، النائب الأسقفيّ العام لأبرشيّة سيّدة النجاة للسريان الكاثوليك في الولايات المتّحدة الأميركيّة، أنّ الكنيسة الكاثوليكيّة تعلّمنا أنّ القداسة لا تتحقّق بجهود الإنسان بل بنعمةٍ من الله. وقد عَمِل الربّ عبر تأسيسه الأسرار، ليؤهّلنا لنلمس فعل الله الكامل ونعمته الفاعلة عبرها لتقديسنا.
ويبيّن أنّ كل معمَّد ينال النعمة، عبر أسرار الكنيسة المقدَّسة والمقدِّسة، بدءًا بسرّ المعموديّة وسائر الأسرار، فتجعله يحافظ على صورة الله ومثاله؛ لا من خلال اقتباله الأسرار المقدّسة فحسب، بل عبر تجسيدها في واقع الحياة اليوميّة باتّباع نموذج الابن الوحيد يسوع المسيح الذي هو الطريق والحقّ والحياة.
وتابع حدّاد: «إنّ المؤمن المقتبِل للأسرار لا يعيش حياته كما يعيش أهل العالم؛ فهو وُلِد من فوق، ارتبط بالمقدّس، خصوصًا عندما يقترب من سرّ الإفخارستيّا، فحينئذٍ يتّحد بمن هو قدّوس وكامل».