الإصلاح واقتصاد الفاتيكان... رسالة من البابا فرنسيس إلى الكرادلة

البابا فرنسيس في خلال المقابلة العامّة الأسبوعيّة في قاعة بولس السادس الفاتيكانيّة يوم 17 يناير/كانون الثاني 2024 البابا فرنسيس في خلال المقابلة العامّة الأسبوعيّة في قاعة بولس السادس الفاتيكانيّة يوم 17 يناير/كانون الثاني 2024 | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

طلب البابا فرنسيس من كرادلة العالم أجمع الوعي بأنّهم أمام قرارات استراتيجيّة يجب اتخاذها بمسؤوليّة عالية لأنّهم مدعوون إلى تأمين مستقبل رسالة الكنيسة.

ففي رسالة من الأب الأقدس إلى كلّ الكرادلة نشرتها اليوم دار الصحافة الفاتيكانيّة، شرح الحبر الأعظم أنّ إصلاح الكوريا الرومانيّة، الإدارة المركزيّة للفاتيكان، انطلق منذ نحو عشر سنوات وقد نُظّم الكرسي الرسولي بشكل جديد عبر الدستور الرسولي «أعلنوا الإنجيل».

وأشار فرنسيس إلى أنّ السعي كان لجعل الكوريا الرومانيّة عنصرًا مساعدًا لخليفة بطرس في ممارسة العمل الرسوليّ من أجل خير الكنيسة الجامعة والكنائس المحلّية وخدمتها. واعترف الأب الأقدس بجهود الرجال والنساء العاملين على تطبيق هذا الإصلاح.

وقال للكرادلة إنّه أُعطي لهم، في عملهم المُساعِد للحبر الروماني، أن يرافقوا المنخرطين في عمليّة التحوّل هذه. وشكرهم على ما فعلوه وما زالوا يفعلونه.

إصلاح اقتصاد الفاتيكان

توقّف الحبر الأعظم على موضوع إصلاح اقتصاد الكرسي الرسولي الذي ميّز الاجتماعات السابقة للكونكلاف الذي انتخبه بابا. وزاد أنّ طلبات الإصلاح المُرسَلَة من مجمع الكرادلة في السنوات الأخيرة تُدرك أنّ الموارد الاقتصاديّة الخادمة لرسالة الكنيسة محدودة ويجب إدارتها بجدّية حتّى لا تضيع جهود من أسهم في إرث الكرسي الرسولي.

من هنا، أكّد فرنسيس الحاجة إلى مجهود جماعيّ إضافيّ بغية وقف العجز في ميزانيّة الفاتيكان. وأشار إلى أنّ الإصلاح قد وَضَع مبادئ تسمح بتحقيق سياسات أخلاقيّة تسهِم في تحسين الدخل الاقتصاديّ للإرث الموجود حاليًّا. وطلب أن تسعى كلّ مؤسسة إلى إيجاد موارد خارجيّة لرسالتها على أن تدير هذه الموارد بشكل شفّاف ومسؤول في خدمة الكنيسة. وسألهم خطوات ملموسة تخفّض المصاريف وتحدّد الأولويّات.

تضامن مؤسّسات الكرسيّ الرسوليّ

زاد الأب الأقدس أنّه يمكن لمؤسسات الكرسي الرسولي أن تتعلّم الكثير من تضامن العائلات الطيّبة. فكما تساعد العائلات الميسورة نظيراتها المحتاجة، على الكيانات التابعة للفاتيكان المتمتّعة بفائض أن تعمل على تغطية العجز العام. ويعني ذلك، على حدّ قوله، الاهتمام بخير الجماعة والتصرّف بكرم كما يعني في الإنجيل، وذلك شرط لا غنى عنه للطلب من الآخرين أن يتصرّفوا هم أيضًا بكرم.

وختم الحبر الأعظم سائلًا الكرادلة أن يقبلوا الرسالة بشجاعة وروح خدمة، ومساندة الإصلاحات الجارية بقناعة ووفاء وكرم ليُسهموا فيها عبر معرفتهم وخبراتهم. وأكّد أنّ كلّ مؤسسة تابعة للكرسي الرسولي تشكّل مع جميع المؤسسات الأخرى جسدًا واحدًا، لذلك يشكّل التعاون الحقيقي من أجل خير الكنيسة متطلبًا أساسيًّا للخدمة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته