عدن, الجمعة 20 سبتمبر، 2024
للمسيحية في مدينة عدن اليمنية خصوصًا وفي جنوبي غرب شبه الجزيرة العربية عمومًا تاريخ عريق يعود إلى القرن الرابع الميلادي. ورغم التضييق، استمرت المسيحية بالازدهار والتوسع لتصبح الديانة الأكثر انتشارًا في المدينة قبيل ظهور الإسلام. أما أخيرًا، ومع تنامي الفكر الديني المتشدد، تعيش القلة الباقية من المسيحيين هناك ظروفًا صعبة.
تروي بدور، سيدة يمنية كاثوليكية تعيش في عدن ومن مواليد الثمانينيات، شهادة حياتها عبر «آسي مينا». فتقول، مفضّلةً عدم الكشف عن هويتها الكاملة: «لم أدرك أنّنا كمسيحيين أقلية إلا ابتداءً من المرحلة التعليمية الإعدادية عندما شعرت بتحديات الإيمان القاسية والتي ترافقت مع فقداننا حقوقنا».
وتشرح: «رغم تعرض بعض الكنائس الصغيرة إلى التأميم في سبعينيات القرن الماضي، لكن قبل حلول العام 1994، كان المسيحي يتمتع بحق التعلم في المدارس والعمل في الوظائف الحكومية، وكانت المرأة تتمتع بحرية اللباس. أما دينيًّا فسُمح لنا بالصلاة داخل الكنائس التي كانت معفاة من الضرائب أسوةً بالمساجد. كما قدمت الدولة إلى الكاهن الأجنبي التأشيرة والإقامة. ولم يضغط أحد علينا من أجل تغيير ديننا».
تتابع بدور: «مع وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة، فُرض علينا الحجاب ومُنعنا بأمر حكومي رسمي من الاحتفال بالقداديس الليلية في عيدَي الميلاد ورأس السنة. استسلم المسيحيون للأمر الواقع ولم يرفعوا الصوت. هاجر بعضهم، وبعضهم الآخر غيّر دينه خوفًا من فقدان بيته وعمله؛ وكثيرون حافظوا على مسيحيّتهم سرًّا، في وقت لم تدعم الكنيسة الشباب ولم تعمل على إنماء العائلات».