بيروت, الخميس 19 سبتمبر، 2024
كابوس أمنيّ عاشه لبنان على دفعتَين بالكاد فصلت بينهما 24 ساعة. تفجيرات لاسلكيّة ضربت مناطق عدّة من الجنوب إلى البقاع مرورًا بالشمال وصولًا إلى الضاحية الجنوبيّة لبيروت حيث الضرر الأكبر. هجماتٌ خلّفت آلاف الإصابات، وأعادت إلى الواجهة فرضيّة توسّع الحرب في لبنان والمنطقة.
لحظات غريبة وغير مسبوقة شهدها لبنان في أعقاب هجمات لاسلكيّة يومَي الثلاثاء والأربعاء استهدفت أجهزة النداء (pagers) والأجهزة المستقبِلة-المرسِلة (walkie-talkies) التي يستخدمها إداريون وعناصر في حزب الله.
دقائق معدودة كانت كفيلة بتحويل بيروت إلى ساحةٍ تعجّ بسيارات الإسعاف وبعناصر الجيش والقوى الأمنية. فتحت مستشفيات العاصمة وضواحيها أبوابها أمام المصابين من دون أن تبلغ طاقتها الاستيعابيّة القصوى. وفيما كان المشهد صاخبًا يوم الثلاثاء، بدت التفجيرات يوم الأربعاء أقلّ حدّةً ولكن أشمل على مستوى توزّعها الجغرافيّ ونوعيّة الأجهزة الإلكترونيّة المستهدفة.
ومع تواتُر أخبار عن إهماد حرائق داخل منازل وسيارات ومحال تجاريّة، ساد الخوف مختلف مناطق لبنان ولا سيّما المسيحيّة التي بقيت في معظمها بمنأى جزئيّ عن موجتَي التفجير باستثناء عددٍ قليل منها مختلطة طائفيًّا (مسيحيًّا وشيعيًّا).