وسيلة بسيطة وغاية نبيلة... درّاج إيطاليّ يجوب العالم من أجل إسعاد الأطفال

الدرّاج الإيطاليّ لوكا في إحدى محطّات رحلاته الدرّاج الإيطاليّ لوكا في إحدى محطّات رحلاته | مصدر الصورة: Ciubekka On Tour/Polarsteps

متكلِّفًا عناء تقلّبات الطقس وتفاوت درجات الحرارة، يقطع الدرّاج الإيطالي لوكا آلاف الكيلومترات عابرًا دولًا عدة بهدف جمع التبرعات وتوظيفها في أعمال إنسانيّة خيريّة. تلك الغاية النبيلة هوّنت عليه طول المسافات، مستلهمًا ذلك من تنشئته وتجاربه الروحية داخل كنيسته الكاثوليكية في موطنه.

يقول لوكا في حديث إلى «آسي مينا»: «تحوّل ركوب الدراجة بالنسبة إليّ من مجرد نشاط إلى رحلة روحية. أشعر بأنّ كلّ دواسة أضغط عليها تقرّبني أكثر من فهم ما أريد فعله في حياتي».

كيف ولدت الفكرة؟

يعمل لوكا في الأساس مهندس برمجيات، ولم يكن ركوب الدراجة الهوائية في حسبانه إلا لكسر روتين العمل من المنزل في خلال جائحة كورونا. تلك الممارسة سرعان ما تحوّلت من هواية إلى شغفٍ وبذرة للعطاء. فقد قرر الشاب المعروف بين أصدقائه ومحبيه بـ«لوكا المتجوّل» أو «تشوباكا» أن يوظف ركوب الدراجة في جمع التبرعات من خلال التنقل عبر البلدان، ليبني في نهاية المطاف ملاعب للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في مختلف أنحاء العالم.

خريطة تتعقّب مسار رحلات لوكا على درّاجته الهوائيّة. مصدر الصورة: Ciubekka On Tour/Polarsteps
خريطة تتعقّب مسار رحلات لوكا على درّاجته الهوائيّة. مصدر الصورة: Ciubekka On Tour/Polarsteps

وقد بدأ الدرّاج الإيطالي أخيرًا رحلة جديدة لدعم مشروع كنسيّ في الأردن يعتني بنحو 1000 طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة. من موطنه إيطاليا إلى تركيا مرورًا بشمالي العراق (حيث التقيناه)، ومن ثم بلدان أخرى وصولًا الأردن، يؤكّد لوكا أهمّية الدور الذي تؤديه الأعمال الخيرية في حياته. ويشير إلى أنّه قرر تخصيص الجزء الآتي من حياته لدعم الأطفال ذوي الإعاقة.

معنى أعمق للحياة

يشير لوكا إلى أنّه يتلقى دروسًا ويستلهم العِبر في حياته ممّن يلتقيهم في خلال رحلاته، وهو ما يغذّي الجانب الروحي والإنساني في داخله. ويدعو كلّ من يستطيع إلى دعم مشروعه الخيري، لا لمساعدة الآخرين فحسب بل لاكتشاف معنى أعمق للحياة.

تعكس رحلات الشاب الإيطاليّ مزيجًا من الشجاعة والإلهام والتغيير، وتُظهر قوّة الرغبة في التغيير والتأثير الإيجابي حتّى من خلال دواسة دراجة. ومن باب العطاء والتواصل الإنساني، يحرص لوكا على التبرّع بدراجته في نهاية كلّ رحلة. ويقول: «لا أعود أبدًا بدراجتي. أهديها إلى شخص يحتاج إليها تعبيرًا عن امتناني لكل ما تعلّمته في خلال رحلتي».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته