«أيديولوجيّة الجندر والمثليّة الجنسيّة» كاثوليكيًّا… دراسة شاملة باللغة العربيّة

غلاف الكتاب الجديد ومؤلِّفه الأب ريمون جرجس الفرنسيسكانيّ غلاف الكتاب الجديد ومؤلِّفه الأب ريمون جرجس الفرنسيسكانيّ | مصدر الصورة: الأب ريمون جرجس الفرنسيسكانيّ

في دراسة (علمية-شرعية) فريدة من نوعها باللغة العربية، أصدر النائب العام الأسقفي لكنيسة اللاتين في سوريا الأب ريمون جرجس الفرنسيسكاني كتابه الجديد أخيرًا بعنوان «أيديولوجية الجندر والمثلية الجنسية حسب تعاليم الكنيسة الكاثوليكية».

جاء الكتاب متكاملًا في تغطيته الأفكار المتعلّقة بالموضوع، خصوصًا أنّه رجع إلى الجذور الكتابية والآبائية المسيحية وإلى وثائق الفاتيكان وبابوات روما وتعاليمهم، تحديدًا منذ زمن بولس السادس إلى يومنا هذا. كما عمل على تحليل الأسس العقائدية والأخلاقية التي توجِّه مواقف الكنسية.

وفي حديث خاص إلى «آسي مينا» بيّن الأب جرجس أنّ الهدف من مؤلَّفه الاعتراف بكرامة كلّ فرد واحترامه باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الخليقة، وكذلك الإسهام في الحوار والتفكير داخل المجتمع الكاثوليكي ولا سيما في البلدان الناطقة بالعربية.

وأكّد أنّ الكتاب موجّه بشكل خاصّ إلى أولئك الذين يعملون في التعليم والإدارة القضائية الكنسية وفي التدريب وفي تجربة حياتهم العائلية الخاصة. وشدّد على أهمية تقديم هذه الحقيقة الأخلاقية والإيمانية بحسب تعاليم الكنيسة كوننا يدها ولسانها.

وأشار جرجس إلى أهمّية طرح هذا الموضوع كون «عالمنا اليوم يعاني تغييرًا كلّيًّا في العقلية (بخاصة عند الغرب)، متمثلًا في السيطرة المطلقة للأنا البشرية على كلّ شيء، مع حالة إنكار عميقة لجذور الإِنسان وطبيعته ومصيره. إنّ هذا الغموض الأنثروبولوجي يؤثر أولًا في كلّ فرد وفي قدرته على فهم نفسه وعلاقاته مع الآخرين، ثم يمتد إلى المجتمع بأكمله. لهذا السبب دعا البابا بنديكتوس السادس عشر إلى "حالة الطوارئ التعليمية"».

وأضاف: «الدراما الحقيقية للإنسانية اليوم والمشكلة الرئيسة في عصرنا، وصفها البابا الراحل بأنّها أزمة الله (غياب معنى الله ونسيانه واستبعاده ورفضه وحجبه). هو لم يقل إنّ "الله مات"، لكنّه تحدث عن "الذي أصبح مجهولًا في عصرنا"، وأصبح يسوع "شخصيّة تاريخية عظيمة في الماضي" والناس لا علاقة لهم به في الحاضر. كما أكّد البابا أنّ أولئك الذين يعرفون الله يعرفون الإنسان، وأنّ علاقة الإِنسان بالله ضرورية لعلاقته بنفسه وبالعالم».

وعن دور الكنيسة اليوم أوضح جرجس أنّ «الوضع الحالي يدعو الكنيسة إلى تقديم التزام يسمح لها بفهم تحدّيات الثقافة المعاصرة للرسالة المسيحية، وتقديم الاستجابات اللازمة، وقبل كل شيء إعادة التركيز لاهوتيًّا على القيم الدائمة المعنيّة. المسيحية لا تنتمي إلى الأيديولوجيات التي تضع لنفسها هدف استعباد الإِنسان وإذلاله وفرض حقيقتها عليه».

وتابع: «يظلّ موضوع المثلية الجنسية معقّدًا ومثيرًا للنقاش داخل الكنيسة أو في المجال السياسي. من المهم تناول هذا الموضوع بحساسية واحترام وجهات النظر والتجارب المختلفة. ومن المهم أيضًا تعلّم النظر بعمق، لنتمكّن من مرافقة بعضنا بعضًا في دروب الحياة في ضوء نشيد المحبة الذي يرنمه بولس (1 كو: 13)».

وختم جرجس بتشديده على ضرورة معالجة هذه الحالات بطريقة بنّاءة، واستقبالها بصبر ورقة، لا بصرامة ولا بتراخٍ، محاولين تحويلها إلى فرص للسير نحو ملء الزواج والعائلة في ضوء الإنجيل. إنّ وجهة النظر الجديدة للرعاية الراعوية الكافية أصبحت أكثر تطلبًا من ذي قبل، إذ ترى الكنيسة نفسها مدعوة إلى ممارسة خدمة يسوع الراعوية، وذلك عندما تهتم بالشخص الذي يصل فجأة، وتحترمه بتفرُّده وتميُّزه.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته