هل في دعوة المرأة إلى الخضوع لزوجها تقليلٌ من كرامتها؟… الكنيسة تجيب

ثمّة سوء فهم لمعنى الخضوع في الزواج المسيحيّ ثمّة سوء فهم لمعنى الخضوع في الزواج المسيحيّ | مصدر الصورة: MNStudio/Shutterstock

كلمّا حضرنا حفل إكليلٍ في كنيسة نسمع الشمّاس يتلو علينا نصًّا من رسالة بولس الرسول إلى أهل مدينة أفسس مُفاده: «أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ. وَلكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ». فهل في ذلك تقليل من كرامتها؟

شرح الأب روني سالم، أمين سرّ مطرانيّة الموصل للسريان الكاثوليك، في حديث إلى «آسي مينا» التباس الأمر على كثيرين -لا سيّما النساء- متسائلين عن سرّ هذه الدعوة المشدَّدة إلى الخضوع.

وتابع: «كثيرون من الناس، بل من المؤمنين أيضًا، لديهم سوء فهم لمعنى الخضوع في الزواج المسيحيّ؛ فبعض الرجال يرون أنّ لهم الحقّ في بسط سلطتهم الذكوريّة، وبعض النساء يفهمنَ الخضوع تقليلًا من قدرتهنّ وكرامتهنّ».

وبيّن أنّ الخضوع الذي يقصده بولس الرسول لا يعني البتّة الانتقاص أو التقليل من قيمة أحد الطرفَين أو كرامته، كما أنّه ليس استسلامًا على حساب كرامة الشخص وكيانه؛ فالخضوع المقصود، لا يعني بأيّ شكلٍ من الأشكال، طاعةً عمياء من دون تفكير، كما أنّه لا يعني الوقوع تحت سلطة الآخر والعبوديّة له.

واسترسل سالم مفَسِّرًا الخضوع في الزواج المسيحيّ: «أن أكون مع الآخر وله ومتّحِدًا به، لأنّ طرفَي الزواج، الرجل والمرأة، متساويان في الكرامة الإنسانيّة، يجمعهما الحبّ المتبادَل».

وتابع: «وهكذا، فمن يُحبّ من كلّ قلبه، يتّحد بالآخر، ويرتبط معه بعلاقة وطيدة، ويكون شريكًا له في كلّ شيء ورفيقًا أمينًا لدربه. فتصبح طاعة المرأة لزوجها وخضوعها له دافعًا لمحبّة الرجل لزوجته المطيعة، وتحفّز محبّته هذه مزيدًا من محبّة المرأة وخضوعها، فيسود السلام والتفاهم في العائلة».

وأردف سالم: «ولنا في خضوع الكنيسة لربّنا يسوع المسيح مثالٌ حيّ، فهو رأسها وهي عروسه التي أحبّها وافتداها، وعلى هذا المثال يكون خضوع المرأة للرجل، بالمحبّة التي تربطهما وتجعلهما شريكَين متّحدَين خاضعَين لمشيئة الله. فينمو زواجهما ويزدهر بالنعمة الإلهيّة المهداة إليهما بمجانيّة ويثمر حبًّا وأبناءً صالحين يملأون الأرض قداسةً».

وختم سالم بالقول: «الخضوع في الزواج المسيحيّ علامةٌ مقدّسة يقدّم الزوجان عبرَها الإكرام لله ويعيشان احترام الزواج وقدسيّته، فاهمَين ومُدركَين حقًّا أنّ الخضوع ليس قرارًا جائرًا مستبدًّا بل هو اتحاد حُرّ وقبول لإرادة الشريك بفكر ناضج متّزن».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته