أربيل, السبت 14 سبتمبر، 2024
كلمّا حضرنا حفل إكليلٍ في كنيسة نسمع الشمّاس يتلو علينا نصًّا من رسالة بولس الرسول إلى أهل مدينة أفسس مُفاده: «أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ. وَلكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ». فهل في ذلك تقليل من كرامتها؟
شرح الأب روني سالم، أمين سرّ مطرانيّة الموصل للسريان الكاثوليك، في حديث إلى «آسي مينا» التباس الأمر على كثيرين -لا سيّما النساء- متسائلين عن سرّ هذه الدعوة المشدَّدة إلى الخضوع.
وتابع: «كثيرون من الناس، بل من المؤمنين أيضًا، لديهم سوء فهم لمعنى الخضوع في الزواج المسيحيّ؛ فبعض الرجال يرون أنّ لهم الحقّ في بسط سلطتهم الذكوريّة، وبعض النساء يفهمنَ الخضوع تقليلًا من قدرتهنّ وكرامتهنّ».
وبيّن أنّ الخضوع الذي يقصده بولس الرسول لا يعني البتّة الانتقاص أو التقليل من قيمة أحد الطرفَين أو كرامته، كما أنّه ليس استسلامًا على حساب كرامة الشخص وكيانه؛ فالخضوع المقصود، لا يعني بأيّ شكلٍ من الأشكال، طاعةً عمياء من دون تفكير، كما أنّه لا يعني الوقوع تحت سلطة الآخر والعبوديّة له.