الأراضي المقدّسة تطلب شفاعة قدّيستَيْها ليحلّ السلام في الديار

قدّاس إلهيّ في بازيليك سيّدة البشارة-الناصرة احتفالًا بارتداء ثلاث متقدّمات لرهبانيّة الورديّة المقدّسة الثوب الرهبانيّ قدّاس إلهيّ في بازيليك سيّدة البشارة-الناصرة احتفالًا بارتداء ثلاث متقدّمات لرهبانيّة الورديّة المقدّسة الثوب الرهبانيّ | مصدر الصورة: البطريركيّة اللاتينيّة-القدس

على رجاء أن تضع الحرب في الأراضي المقدّسة أوزارها، ما انفكّ أبناؤها يصلّون متضرّعين طالبين شفاعة قدّيستَين لمع نجمهما في سماء القداسة وبرزتا من تلك الأرض، مقتَدين بإيمانهما وصمودهما؛ إنّهما القدّيستان ماري ألفونسين ومريم ليسوع المصلوب.

بانتمائها إلى رهبنة «القدّيس يوسف»، أصبحت المقدسيّة سلطانة دانيال غطّاس معروفةً باسم الأخت ماري ألفونسين وعاشت حياة النسك والفضيلة والتواضع، فكانت مثالًا يحتذى.

امتثلت الأخت ماري ألفونسين لطلب العذراء مريم حين ظهرت لها طالبةً تأسيس رهبنة تكرّم الورديّة المقدّسة. فأسّست رهبانيّة جديدة باسم «راهبات الورديّة المقدّسة» غايتها نشر صلاة المسبحة الورديّة، إلى جانب الاهتمام بتعليم الفتيات والسيّدات وتثقيفهنّ.

اشتهرت ماري ألفونسين بفضائلها، لا سيّما الاتكال على العناية الإلهيّة. واجهت في حياتها صعوبات وتحديات جمّة، لكنّها إزاء ضعفها وعجزها وإدراكها أنّها لن تستطيع بلوغ أهدافها بقدراتها البشريّة، كانت تلتجئ إلى العناية الإلهيّة، فاشتهرت بترديدها عبارة: «نحن نقول أبانا الذي في السموات، وهو يرزقنا».

لطالما التجأت ماري ألفونسين إلى معونة العذراء عبر صلاة المسبحة الورديّة متأمّلةً من خلال أسرارها في حياة الربّ وأحداثها؛ وعلى مثالها، يصلّي أبناء الأراضي المقدّسة اليوم ليحلّ السلام في بلادهم، مستنيرين بتعليم قدّيستهم أنّ المسبحة في أيدي المؤمنين كنزٌ وسلاح، يُغني النفوس ويقوّيها لمواجهة مصاعب العالم. وهي التي كانت تردّد بثقة: «معونة أمّي ترافقني».

القدّيستان ماري ألفونسين ومريم ليسوع المصلوب. مصدر الصورة: البطريركيّة اللاتينيّة-القدس
القدّيستان ماري ألفونسين ومريم ليسوع المصلوب. مصدر الصورة: البطريركيّة اللاتينيّة-القدس

أمّا مريم بواردي فاستطاعت أن تحوّل معاناتها مع الألم ومرارة اليُتم إلى حافزٍ لتوطيد إيمانها وتعزيز تمسّكها بمحبّة الربّ واليقين بأمانته، فأصبحت الراهبة الكرمليّة مريم ليسوع المصلوب.

نمت مريم ليسوع المصلوب بالفضائل المسيحيّة لا سيّما التواضع، فغدت هذه القدّيسة الأمّية ملهِمةً لأجيالٍ من المؤمنين، وهي التي كانت تصف نفسها بأنّها «العبد الصغير». رغم الصعاب التي واجهتها في حياتها سلّمت حياتها للربّ؛ فقد كان إيمانها وطيدًا بحضوره في حياتها وبأنّه دائمًا معها ولن يتركها.

تؤكّد راهبات الكرمل في الأراضي المقدّسة أنّهنّ، وعلى مثال القدّيسة مريم ليسوع المصلوب لسنَ خائفات، رغم ما تمرّ به البلاد؛ فأختهنّ القديسة التي صارت اليوم شفيعة السلام في الأراضي المقدّسة تشجّعهنّ وتدعوهنّ ليوطّدن يقينهنّ بأنّ الربّ حاضر مع الجميع وهو الحامي.

إزاء تحدّيات الحرب والألم يبقى صوت الأمل أعلى في الأراضي المقدّسة؛ ولا يتوقف أبناؤها وبناتها عن رفع صلواتهم إلى سيّد السلام بشفاعة ابنتَيهم القديستَين ماري ألفونسين ومريم ليسوع المصلوب على رجاء حلول السلام في مدينة السلام أورشليم-القدس لتسكت طبول الحرب ويعود الأمان إلى الأراضي المقدّسة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته