عيد ميلاد حزين لمريم العذراء في واحد من أشهر مزاراتها العالميّة. «مغارة سيّدة لورد تحت الماء»... عنوان تصدّر الصحف والمواقع الإلكترونيّة الفرنسيّة والعالميّة أخيرًا مع انتشار صورٍ ومقاطع فيديو للسيول الجارفة في البلاد. فالفيضانات التي اجتاحت أجزاء من جنوب غرب فرنسا في الساعات القليلة الماضية، لم تُعفِ مزار لورد المريميّ، وشلّت موقّتًا حركة المؤمنين المتقاطرين إليه لطلب النِّعم.
واضطرّ القيّمون على المزار ومغارة «ماسابييل» المعروفة بـ«مغارة الظهورات» لإخلاء المكان وإجلاء الحجّاج صباح يوم السبت في أثناء القدّاس الإلهي.
يقع مزار سيّدة لورد على بعد أمتار قليلة من نهر «غاف دي بو» الذي يَعبر المدينة، وقد غمرته المياه يوم السبت بسبب طقسٍ عاصف يضرب فرنسا، وفقًا لديفيد تورتشالا، مدير التواصل في المزار. وأضاف عبر صحيفة «باري ماتش» الفرنسيّة أنّ «المياه ارتفعت بسرعة كبيرة»، مؤكّدًا عدم وقوع أيّ إصابات في المكان.
وبعد إقفال المزار قسرًا وانحسار المياه جزئيًّا، انطلقت على الفور أعمال التنظيف. ونشر موقع مزار سيّدة لورد بيانًا جاء فيه: «بفضل جهود فِرق عمل مزار سيّدة لورد، تمكنّا من تنظيف المغارة وإعادة فتحها أمام الحجّاج، وذلك عقب الفيضانات التي حدثت يوم السبت 7 سبتمبر/أيلول 2024». وأضاف البيان: «أثبتت خطة الحماية من الفيضانات الطارئة فعاليتها». وتابع القيّمون على المزار: «تُستأنف الاحتفالات في أوقاتها المعتادة، في جميع كنائس المزار ودور العبادة، بدءًا بالمسبحة الوردية في الساعة السادسة مساءً في المغارة».
وأكّد البيان عدم إلغاء أيّ رحلات حج. وفي ما يتعلّق بالمرافق التابعة للمزار المقدّس، أشار البيان إلى أنّ «تسرُّب المياه في الحمامات يستلزم تنظيفًا كاملًا وفحصًا دقيقًا للمرافق، ما سيؤدي إلى تأجيل إعادة فتحها أمام الزوّار بضعة أيام». وعلى الرغم من سرعة الاستجابة الميدانيّة لإعادة الأمور إلى طبيعتها، تبقى الخشية من أن يتكرّر السيناريو مع كلّ عاصفة محمّلة بأمطار غزيرة.
وحظيت مشاهد الفيضانات تحت أقدام تمثال السيّدة العذراء باهتمام ومتابعة عالميَّين. وعبّر البابا فرنسيس أمس في خلال القدّاس الإلهي الذي ترأسه في بابوا غينيا الجديدة (إحدى محطات رحلته الرسوليّة إلى جنوب شرق آسيا وأوقيانوسيا) عن قلقه من الفيضانات التي ضربت لورد وضواحيها، موجّهًا أفكاره وصلواته إلى هذا المزار المريمي.
يُذكر أنّ المزار أقفِل للمرة الأولى في تاريخه في آذار/مارس 2020، بسبب جائحة كوفيد-19. وعاد تدريجيًّا بعد سنتين (في فبراير/شباط 2022) ليستقبل الحجّاج التوّاقين إلى المرور في جوف مغارة ماسابييل، تحت أقدام العذراء مريم وملامسة الصخرة قرب نبع الماء الموجود فيها لنيل الشفاء والبركات.
وتجدر الإشارة إلى أنّ مزار سيدة لورد يجذب أكثر من 5 ملايين زائر كلّ عام. وفيه شهدت القديسة برناديت سوبيرو 18 ظهورًا مريميًّا بدءًا من 11 فبراير/شباط 1858.
تأسست وكالة الأنباء الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "آسي مينا" في 25 آذار 2022، عيد بشارة السيّدة مريم العذراء، بعد عام واحد على الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس إلى العراق. "آسي مينا" جزءٌ من مجموعة CNA/ACI، وهي إحدى خدمات أخبار EWTN.
الأكثر قراءة
1
2
3
4
5
اشترك في نشرتنا الإخبارية
رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته