التمثيل المسيحيّ في برلمان كردستان العراقيّ… واقع وتحدّيات

برلمان إقليم كردستان، العراق برلمان إقليم كردستان، العراق | مصدر الصورة: lmascaretti/Shutterstock

أكّد رامي نوري سياوش، قائمقام قضاء عنكاوا ذي الأغلبيّة المسيحيّة، أنّ التمثيل السياسيّ للمسيحيّين في إقليم كردستان العراق هو حقٌّ قانونيّ أصيل ومتجذّر مستند إلى وجودهم التاريخيّ في هذه الأرض منذ آلاف السنين.

وأشار سياوش في حديثه لـ«آسي مينا» إلى أنّ هذا الحقّ لا ينبغي أن يُنظر إليه كمِنّة أو فضلٍ، بل كضرورة لضمان حقوق المكوّنات الأصيلة، رغم وجود تحدّيات كبيرة عدّة يواجهها المسيحيّون اليوم بشأن التمثيل البرلمانيّ، بعد قرارات تقليص عدد مقاعدهم، وما أثارته من قلقٍ حول مستقبل حضورهم في الحياة السياسيّة للإقليم.

وعدّ سياوش طعن أحد الأطراف السياسيّة في الإقليم، والمتسَبِّب في التقليص الأخير لمقاعد التمثيل المسيحيّ في برلمان الإقليم، ذا قصدٍ سياسيٍّ بَحْت وليس بغاية تصحيحه قانونيًّا.

ورأى في تقليص عدد المقاعد، من ستة إلى ثلاثة، تحدّيًّا كبيرًا يواجهه المسيحيّون المعتمدون على تمثيلهم القويّ في البرلمان لضمان حقوقهم.

تأثير التوزيع الجديد للمقاعد

أكّد سياوش أنّ التوزيع الجديد لمقاعد المكوّن المسيحيّ في  أربيل ودهوك والسليمانيّة، بواقع مقعدٍ واحد في كلّ محافظة، يخلْخِل عدالة تمثيلهم كونه غير عادلٍ ولا يعكس الكثافة السكانيّة للمسيحيين في الإقليم.

وشرح أنّ معظم المسيحيّين يقطنون محافظتَي أربيل ودهوك؛ فعنكاوا وحدها، التابعة لمحافظة أربيل، تضمّ قرابة ثمانين ألف نسمة، يشكّل المسيحيّون نسبة 92% منهم. كما تضمّ دهوك أكثر من 100 قرية مسيحيّة في محيطها، فضلًا عن الساكنين في مركزها.

واسترسل: «أمّا أعداد العائلات المسيحيّة من سكّان السليمانيّة الأصليّين فليست كبيرة، إلى جانب عددٍ آخر من من المسيحيّين المقيمين هناك الذين لا يحقّ لهم التصويت في انتخابات برلمان كردستان، كونهم قدِموا في السنوات الأخيرة من مناطق عراقيّة أخرى ملتهبة أمنيًّا».

أهمّية الوحدة في الطرح السياسيّ

أبرز سياوش أهمّية توحيد كلمة الأحزاب المسيحيّة لتتمكّن من تأدية دورٍ حاسم في استعادة التمثيل المسيحيّ الحقيقيّ العادل في البرلمان. كما رأى أنّ التمثيل القويّ والمتّحد في البرلمان يمكن أن يكون عاملًا مهمًّا في تعزيز مكتسبات المسيحيّين السياسيّة والخدميّة في الإقليم. ولم ينكر إمكانيّة أن تكون الخلافات بين الأحزاب ظاهرةً صحّية، ولكن «لا ينبغي أن تكون مبرِّرًا لتأجيل حقوق المكوِّن المسيحيّ أو إلغائها».

وكان المسيحيّون قد خسروا مقاعدهم الستّة التي تضمنها الكوتا في برلمان إقليم كردستان العراق، بعدما قضت المحكمة الاتحاديّة العليا العراقية بعدم دستوريّة كوتا المكوّنات، لتتقلّص مقاعد المسيحيّين إلى ثلاثة فقط في عموم الإقليم إلى جانب مقعدٍ واحدٍ للأرمن.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته