الإكليريكيّ جاد فغالي: أعيش الحبّ الأكبر في قلب دعوتي

الإكليريكيّ جاد فغالي الإكليريكيّ جاد فغالي | مصدر الصورة: جاد فغالي

جاد فغالي، طالب إكليريكيّ في السنة الأخيرة والثالثة في اللاهوت، في الإكليريكيّة البطريركيّة المارونيّة-غزير. يطلّ اليوم عبر «آسي مينا» ليُشاركنا اختباره الحيّ النابض بِنعم المسيح.

ينطلق فغالي: «تلقيتُ دروسي أوّلًا في مدرسة القديسة ريتا-الضبية، وكنتُ حينها بعيدًا عن الله، ولم أكُنْ أدخل الكنيسة إلّا في الأعياد. كما رافقتُ مجموعة من الأصدقاء البعيدين عن الله في سلوكهم. ولم أُفكر يومًا بأنَّني سأصبح كاهنًا».

ويردف: «حين وصلتُ إلى المرحلة الثانوية من الدراسة، أُجبرَتْ عائلتي على نقلي إلى مدرسة رسميّة بسبب الظروف الاقتصاديّة. هناك تغيَّرت أحوالي، فتعرَّفْتُ إلى أشخاص ملتزمين بجماعة الطلائع، في رعيّة سيّدة المغارة-عوكر، فسألوني الانضمام إليهم».

ويكشِفُ: «عشتُ الاختبار الأجمل مع هذه الجماعة إذ حضنتني بكلّ حبّ وقبلتني كما أنا. حينها، بدأتُ ألمس حضور الربّ من خلال مجموعة من المواضيع. وبعد سنة من التزامي بهذه الجماعة، بدأت أزور كنيسة صغيرة تقع قرب الرعيّة، حتى وصلت إلى مرحلة طرح السؤال الآتي على الله: «ماذا تريد مني؟ أنا من كنتُ أطمح لأصبح محاميًا في المستقبل، أسألك يا إلهي ماذا تريد مني أن أفعل؟».

ويُضيفُ فغالي: «ذات مرّة، أرسل لي ابن خالتي رسالة صوتيّة عبر الهاتف عن كاهن عاش كهنوته إلى أقصى حدّ إلّا أنّه لم يتمكّن من منح سرّ العماد لأحد. ولكن بعد موته كتب صحافيّ عنه، وفي أثر ذلك تعمّد ألف شخصٍ. هزَّتني هذه الرسالة من الأعماق. وأكثر من ذلك، أحد أصدقائي كان يقول لي باستمرار إنّه سيصبح كاهنًا، لكنه سافر ليعمل في الخارج، وأنا اليوم طالب إِكليريكيّ أتحضّر لبلوغ سرّ الكهنوت المقدّس».

الإكليريكيّ جاد فغالي. مصدر الصورة: جاد فغالي
الإكليريكيّ جاد فغالي. مصدر الصورة: جاد فغالي

ويشهد: «كلّ يوم وسط اختباري لدعوتي أشعر بالغبطة. قداستي ستتحقّق في الخير الأكبر الذي يريده الله لي، وأظنُّها ستتجلّى في قلب دعوتي التي أعيش من خلالها الحبّ الأكبر». ويُضيفُ: «أحبّ أن أنقل طعم الفرح الذي حصدته نتيجة التحوّل في حياتي إلى الآخر؛ فطعم الله لذيذ، وهو يستطيع أن يفعل في حياة كثيرين من الأشخاص، ونحن نستطيع صنع المعجزات من خلال تصرفاتنا وكلماتنا المفعمة بالحبّ».

أضع أموري بين يدَي الربّ

يؤكّدُ فغالي: « كلّ إنسان منّا يتعرّض للصعوبات والتحدّيات، وعندما أواجه أي محنة أتذكَّر إلهنا الذي اختبر الآلام والإهانات والصلب والموت وقام من أجلنا. في كلّ يوم، أعطي ذاتي مساحة من الوقت للتفكير والتأمّل والبحث عمّا يُسبِّب لي الصراع، ومن ثمّ أضعُ أموري بين يَدَي الربّ لأعود وأنطلق بالاتِّجاه الصائب».

ويزيد: «أشكر الله على عائلتي، وعلى الأشخاص الذين أَختَبر معهم حضوره في حياتي. وأشكره على دعوتي، وعلى ما أعيشه من اختبار حيّ، معانقًا من خلاله عمق محبّته لي». ويختم فغالي: «العذراء مريم، من رافقتْ يسوع في جميع محطّاته، أطلب منها أن تساعدني لأرافقه أنا أيضًا».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته