«دار طوبى للرحماء» في العراق... إشعاع لفرح العطاء

من «دار طوبى للرحماء» لرعاية المسنّات في العراق من «دار طوبى للرحماء» لرعاية المسنّات في العراق | مصدر الصورة: الأخت منيرة قلب يسوع
من «دار طوبى للرحماء» لرعاية المسنّات في العراق من «دار طوبى للرحماء» لرعاية المسنّات في العراق | مصدر الصورة: الأخت منيرة قلب يسوع
من «دار طوبى للرحماء» لرعاية المسنّات في العراق من «دار طوبى للرحماء» لرعاية المسنّات في العراق | مصدر الصورة: الأخت منيرة قلب يسوع
من «دار طوبى للرحماء» لرعاية المسنّات في العراق من «دار طوبى للرحماء» لرعاية المسنّات في العراق | مصدر الصورة: الأخت منيرة قلب يسوع

لطالما عانى مسيحيو العراق ضيقاتٍ وحروبًا متتابعة تسبّبت في هجرات متعاقبة، فدأبت رهبانيّة بنات قلب يسوع الأقدس منذ تأسيها عام 1911 في مدّ يد العون، لا سيّما توفير المأوى اللائق والرعاية الأموميّة لمحتاجيها، فكانت «دار طوبى للرحماء».

ولدت فكرة تأسيس الدار «من رحم معاناة شعبنا ورهبنتنا» كما بيّنت الأخت منيرة قلب يسوع، معاونة مسؤولة الدار، في حديثها إلى «آسي مينا». وأضافت: «لاحظنا الحاجة المُلِحّة إلى مؤسّساتٍ ترعى المسنّين والعَجَزة الذين أفنوا حياتهم في أداء رسالتهم».

من «دار طوبى للرحماء» لرعاية المسنّات في العراق. مصدر الصورة: الأخت منيرة قلب يسوع
من «دار طوبى للرحماء» لرعاية المسنّات في العراق. مصدر الصورة: الأخت منيرة قلب يسوع

عانت بنات قلب يسوع الأقدس التهجير القسريّ من أديارهنّ، كما أوضحت الأخت منيرة إذ ألجأتهنّ الاضطهادات عام 1919 إلى ألقوش تاركاتٍ ديرهنّ الأمّ في أرادن. ليعُدنَ إليه، ثمّ يُقتلعنَ منه مستقرّات في الموصل عام 1961 قبل أن يغادرنَها عام 2014 هربًا من بطش تنظيم داعش الإرهابيّ، قاصداتٍ عنكاوا.

«تمخضّت المعاناة عن نزيف هجرةٍ هائل، لا سيّما في صفوف الشباب الباحثين عن فرص عملٍ وحياةٍ آمنة. إلى جانب تفضيل العائلات الشابّة الاستقلال خارج بيت العائلة، فغدا الأهل وحيدين بلا مُعين، وربّما منسيّين ومنبوذين» بحسب الأخت منيرة.

وتابعت: «شخّصنا عبر زياراتنا العائليّة واستقرائنا الظروف العامّة عمق الحاجة إلى دارٍ لرعاية المسنّات، فأسّسنا عام 2005 "دار طوبى للرحماء" في دير النصر بالموصل، لتوفير الحياة الكريمة لهنّ، ورعايتهنّ صحيًّا واجتماعيًّا وروحيًّا، لا سيّما الوحيدات والمتروكات».

مع تدهور الأوضاع الأمنية في الموصل أُجبِرت الأخوات في نيسان 2014 على نقل المقيمات في الدار إلى ديرهنّ في عنكاوا؛ ولكن بسبب ضيق المكان وقِدَمه، اضطررنَ إلى رفض حالاتٍ مُلِحّة عدّة.

من «دار طوبى للرحماء» لرعاية المسنّات في العراق. مصدر الصورة: الأخت منيرة قلب يسوع
من «دار طوبى للرحماء» لرعاية المسنّات في العراق. مصدر الصورة: الأخت منيرة قلب يسوع

وشرحت الأخت منيرة: «سعينا إلى توفير دار تستوعب الراغبات في رعايتنا وتتجاوز ضيق المكان وعدم توفر وسائل الراحة والترفيه في مقرّاتنا السابقة، فشرعنا في بناء «دار طوبى للرحماء لرهبنة بنات قلب يسوع الأقدس في منطقة ماسيك بمحافظة دهوك عام 2022 بطاقة استيعاب تقارب 50 مسنّة. وسعادتنا بالغة باستقبالنا اليوم 19 من أمّهاتنا المسنّات».

تستقبل الدار السيّدات حصرًا، بسبب محدودية المكان والكادر المقتصِر على عددٍ من الموظّفين، يعملون مع الراهبات في رعاية المسنّات، وتحظى المريضات بدعمٍ وعنايةٍ خاصَّين.

من «دار طوبى للرحماء» لرعاية المسنّات في العراق. مصدر الصورة: الأخت منيرة قلب يسوع
من «دار طوبى للرحماء» لرعاية المسنّات في العراق. مصدر الصورة: الأخت منيرة قلب يسوع

إلى جانب العناية الجسديّة، توفّر الدار برنامج رعايةٍ روحيّة يتضمّن تلاوة صلاة الورديّة يوميًّا، والاحتفال بالقدّاس أسبوعيًّا؛ فضلًا عن الصلوات وتناول القربان وتقديم المرافقة ومنح الأسرار المقدّسة لمحتاجيها، لا سيّما مسحة المرضى.

تختم الأخت منيرة مقتبسةً كلمات البابا يوحنّا بولس الثاني المشدّدة على أنّ «العطاء ليس واجبًا أدبيًّا ولا أمرًا يأتي من الخارج. لأنّ الميل إلى بذل الذات مطبوع في قلب الإنسان؛ ولأنّ "الفرح في العطاء أكثر منه في الأخذ" نعيش في الدار الخدمة الممزوجة بالفرح والعطاء لكلّ أمهاتنا الملتجئات إلينا».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته