زخم كاثوليكيّ في الأردن... رسالة «لاتينيّة» وجولة «ملَكيّة»

دعوة إلى تعزيز مشاركة الأردنيّين المسيحيّين في الحياة العامّة دعوة إلى تعزيز مشاركة الأردنيّين المسيحيّين في الحياة العامّة | مصدر الصورة: kavram/Shutterstock

بطريركان مختلفان ورسالتان مختلفتان، في توقيت واحد وساحة واحدة: الأردن. زخم كاثوليكي في الساعات القليلة الماضية يتقاسمه بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا وبطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، الأوّل افتراضيًّا والثاني حضوريًّا.

على عتبة الانتخابات النيابية في الأردن (في العاشر من سبتمبر/أيلول الجاري) وجّه بيتسابالا رسالة إلى المسيحيّين في المملكة الهاشمية قال فيها: «إلى أبنائنا وبناتنا الروحيين في المملكة الأردنية الهاشمية، حيث الاستحقاقات الدستورية بإجراء الإنتخابات النيابية على الأبواب. يسعى الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني بن الحسين إلى تحديث الحياة السياسية والمضي قدمًا في تعزيز الحياة الحزبية، رغم جميع التحديات المختلفة المحيطة بالمملكة».

وأضاف: «إنّ هذه الرؤية تتطلّب تضافر الجهود ومشاركة الجميع في إنجاح هذه المسيرة التي من شأنها تعزيز المنجزات وبناء مستقبل أفضل". وأكّد بيتسابالا أنّ «مشاركة الأردنيين المسيحيين في الحياة العامة، والتعبير عنها في هذه الفترة من خلال المشاركة الفاعلة في عملية التصويت في الانتخابات النيابية يوم 10 أيلول/سبتمبر 2024، لهما أهمية كبرى كون الأردن يخطو بشجاعة نحو التحديث والإصلاح».

بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا. مصدر الصورة: البطريركيّة اللاتينيّة-القدس
بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا. مصدر الصورة: البطريركيّة اللاتينيّة-القدس

وشدّد على أنّ «مواطنتنا الصالحة لا تنشد الحقوق وتعزف عن تتميم الواجبات؛ فتاريخ الأردنيين المسيحيين المشرِّف في بناء مجتمعهم يحتّم عليهم الاستمرار في الإسهام النشط والمشاركة الحقيقية في تعزيز دور المؤسسات الدستورية وإثراء التعددية المتناغمة في المجتمع».

وأردف بيتسابالا في رسالته: «قال يسوع لتلاميذه: "أنتم ملح الأرض.... أنتم نور العالم" (متى 5: 13-14)، وهذا يعني أن يكون تلميذ المسيح في خدمة غيره؛ فالملح ليس لذاته ولا النور يضيء لنفسه. رسالتنا أن نكون حيث أرادنا الله نورًا وملحًا من أجل الخير العام، ممتلئين برجاء حيّ، وبإيجابية تصنع التغيير لخير الإنسان».

العبسي في الأردن

قبل صدور رسالة بيتسابالا، كان العبسي وصل إلى الأردن في رحلة أبويّة وقانونيّة يزور في خلالها برفقة أعضاء السينودس الدائم أبرشية بترا وفيلادلفيا وسائر الأردن للروم الملكيين الكاثوليك. وقد استهلّ زيارته بصلاة مع الكهنة والراهبات خدّام الأبرشية، قبل أن يقصد موقع مغطس السيد المسيح لمباركة الأرض المخصّصة لكنيسة الروم الكاثوليك في الموقع.

كما التقى العبسي الهيئات التعليميّة والإدرايّة في مدارس كنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك في المملكة. وشدّد في كلمته على «المبادئ التي تقوم عليها رسالة مدارس كنيستنا في سائر البلاد وهي تربية الإنسان على القيم الإنجيليّة والوطنيّة، وفتح الأبواب أمام الجميع من مختلف الأديان والطوائف وتأمين التعليم للجميع رغم أي تحدًّ مادّي أو معنويّ».

العبسي في إحدى محطّات رحلته الحاليّة إلى الأردن. مصدر الصورة: بطريركيّة الروم الملكيّين الكاثوليك
العبسي في إحدى محطّات رحلته الحاليّة إلى الأردن. مصدر الصورة: بطريركيّة الروم الملكيّين الكاثوليك

واستمع العبسي من الحاضرين إلى تطلّعاتهم المستقبليّة من أجل الاستمرار والنهوض بمدارس الأبرشيّة الأردنيّة.

وفي خلال زيارته أيضًا، عيّن العبسي الأرشمندريت بولس نزها مدبّرًا بطريركيًّا على أبرشية بترا وفيلادلفيا وسائر الأردن للروم الملكيين الكاثوليك بعدما قدّم المتروبوليت إلياس الدبعي استعفاءه عن تدبير الأبرشيّة. ونزها هو الرئيس العامّ السابق للرهبانيّة الباسيليّة الشويريّة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته