كنيسة سيّدة تابوت العهد في القدس… عهد يتجدّد بعد قرن

من الاحتفال بتكريس كنيسة سيّدة تابوت العهد في القدس من الاحتفال بتكريس كنيسة سيّدة تابوت العهد في القدس | مصدر الصورة: رافي غطاس/آسي مينا

في 31 أغسطس/آب 1924، وفي قرية يرعام «أبو غوش»-القدس، ترأس بطريرك القدس للاتين آنذاك لويجي بارلاسينا قداسًا مهيبًا لتكريس كنيسة العذراء مريم سيّدة تابوت العهد. اليوم، وبعد مئة عام بالتمام ترأس الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا بطريرك القدس للاتين، قداسًا مهيبًا كرّس فيه الهيكل الجديد للكنيسة المرمَّمة بمشاركة لفيفٍ من المطارنة والكهنة والراهبات والمؤمنين.

ركّز بيتسابالا في عظته على فكرة العهد الذي قطعه الله لأبينا إبراهيم وبقي حيًّا فينا إلى يومنا هذا. وشدد على أنّ العهد يتطلب الثقة. وتابع: «ما أحوجنا اليوم إلى الثقة العمياء. نعيش وسط حربٍ وظلمٍ وقهر، ولا يوجد من نستطيع أن نثق به ثقةً كاملةً سوى إلهنا الحبيب؛ فكما فعلت مريم العذراء قبل ألفَي عام ووثقت ببشارة الملاك وقالت "نعم" فأصبحت هي تابوت العهد الجديد، كذلك نحن مدعوون إلى أن نجدد ثقتنا دائمًا بالله أبينا حتى نستطيع حمل يسوع في حياتنا فنصبح تابوتًا للعهد على مثال مريم».

من الاحتفال بتكريس كنيسة سيّدة تابوت العهد في القدس. مصدر الصورة: رافي غطاس/آسي مينا
من الاحتفال بتكريس كنيسة سيّدة تابوت العهد في القدس. مصدر الصورة: رافي غطاس/آسي مينا

 وبعد العظة، جرى تكريس الهيكل الجديد، ووُضعت الذخائر ومُسِح  الهيكل بالزيت المقدّس. وعلى إيقاع الترانيم الملائكية رُفع البخور وأضيئت شموع الهيكل الجديد وسط الأهازيج والتصفيق الحار.

«اليوم نتّحد بكنيسة السماء»

من جهتها، عبّرت الأخت منى طوطح لآسي مينا عن غبطتها الكبيرة كونها راهبة فلسطينية من راهبات القديس يوسف الظهور. وقالت: «كيف لي ألا أشعر اليوم بفرح عظيم وأنا أشهد من جديد إعادة افتتاح هذه الكنيسة التي طلبَتها السماء من رهبنتنا قبل مئة عام. اليوم لم نكن نصلّي وحدنا بل كنّا متحدين بكنيسة السماء. اليوم أعيش التاريخ الذي سيُروى لسنين مقبلة».

من الاحتفال بتكريس كنيسة سيّدة تابوت العهد في القدس. مصدر الصورة: رافي غطاس/آسي مينا
من الاحتفال بتكريس كنيسة سيّدة تابوت العهد في القدس. مصدر الصورة: رافي غطاس/آسي مينا

 وتحدثت طوطح عن قصة هذه الكنيسة التي بُنيت استنادًا إلى ظهورات مقدّسة عاشتها الراهبة جوزفين روميب نهاية القرن التاسع عشر، حيث تراءى لها السيّد المسيح مشعًّا بالمجد والعظمة وتحته جبلٌ من النار؛ ليتضح لاحقًا أنّ الجبل هو «جبل يرعام»، الذي أقيمت عليه هذه الكنيسة فوق أنقاض مخبأ تابوت العهد.

وأضافت: «في كلّ مرة أحضر إلى هذا المكان أشعر بعهد الحبّ المتجدد من الله. واليوم عشت هذه التجربة مع جميع الأشخاص الذين أتوا إلى هنا من أرجاء الأراضي المقدّسة على الرغم من الصعاب».

من الاحتفال بتكريس كنيسة سيّدة تابوت العهد في القدس. مصدر الصورة: رافي غطاس/آسي مينا
من الاحتفال بتكريس كنيسة سيّدة تابوت العهد في القدس. مصدر الصورة: رافي غطاس/آسي مينا

وأردفت طوطح: «قبل الحرب كنّا نستقبل آلاف الحجاج يوميًّا في هذا المكان. واليوم نسعى كي تعود تلك الأيام حتى يفهم الحجّاج بزيارتهم هذه الكنيسة أنّ مسيحيتنا ديانة حية ومستمرّة، وأنّ عهد الله يتجدّد فينا على الدوام».

واختُتم الاحتفال بالإعلان عن بدء التحضيرات للاحتفال بالمئوية الأولى لانتقال الأخت جوزفين إلى السماء عام 2027.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته