بيروت, السبت 31 أغسطس، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس أيجيديوس في 31 أغسطس/آب من كلّ عام. قدّيس أمضى حياته في الصلاة والتأمّل داخل مغارة.
ولِدَ أيجيديوس في النصف الأوّل من القرن السابع، في مدينة أثينا. ترعرع وسط أسرة تقية من أصل ملوكي، ربّته على محبّة الله وعيش الفضيلة. درس العلوم على أيدي أشهر الأساتذة فنبغ فيها. وفي الرابعة والعشرين من عمره، فُجِعَ بموت والديه وتألّم كثيرًا لفراقهما. وبعدها زَهد بمجد العالم، وبدأ يحيا الصلاة ويمارس الإماتات وأعمال الرحمة. كما منحه الله نعمة صنع المعجزات حتى ذاع صيت قداسته، وتقاطرت الناس إليه تَطْلب صلاته. ومن ثمّ باع أملاكه ووزّع ثمنها على الفقراء.
وبعد ذلك، أمضى أيجيديوس حياته في الصلاة والتأمّل داخل مغارة محاطة بأشجار السنديان وعلى بابها الأعشاب والأشواك وبقربها عين ماء، فكان يأكل العشب ويتغذّى بحليب غزالة ألفته. وبينما كان بعض أعوان أحد الملوك يصطادون، طاردت كلابهم تلك الغزالة فلجأت الى مغارة القدّيس؛ عندئذٍ، رماها أحدهم بسهم أصاب يد أيجيديوس الذي تحمّل وجعه بصمت. ولحظة رفعوا الأشواك عن باب المغارة، ورأوا القديس راكعًا يصلّي والدم يسيل من يده، دُهِشوا ووقعوا على قدميه مستغفرين، وضمدوا له جراحه وانصرفوا.
ولمّا رجع أعوان الملك إليه، أخبروه بما حصل فتأثّر جدًّا، ومن ثمّ أتى مع الأسقف أريجيوس لزيارة القدّيس الذي فرح بلقائهما، وروى لهما سيرته. كما وهبه الملك الأراضي المجاورة للمغارة ليبني عليها ديرًا، ورسمه الأسقف كاهنًا. وهكذا أنشأ أيجيديوس ديرًا فاِكْتَظَّ بالرهبان. وذهب بعدها إلى روما، وقابل البابا بنديكتوس الثاني، فباركه وبارك ديره. ولمّا أحسّ بأنّ ساعة موته قد اقتربت، جمع رهبانه من حوله وأوصاهم بعيش المحبّة والعمل بالقوانين، قبل أن يرقد بعطر القداسة عام 720.