كفن تورينو موضوع دراسة جديدة: بقع الدم تتوافق مع آلام المسيح في الإنجيل

صورتان لكفن تورينو بالألوان الحقيقيّة وباللون السلبيّ صورتان لكفن تورينو بالألوان الحقيقيّة وباللون السلبيّ | مصدر الصورة: ديانلوس جورجوديس، ويكيميديا كومونز

أجرى أستاذ القياسات الميكانيكية والحرارية في جامعة بادوفا الإيطالية، جوليو فانتي، دراسةً جديدةً لتحليل بقع الدم على كفن تورينو. وكشف أنّها تتوافق مع رواية آلام يسوع المسيح وصلبه وفقًا للأناجيل الأربعة.

وأشار فانتي، الذي سبق ونشر أكثر من 50 دراسة حول الكفن، إلى أنّ التحليل الجزئيّ والكلّي لبقع الدم يكشف بدقة «الظروف الفيزيائية التي انعكست على يسوع المسيح». ويؤكّد أنّه «يتوافق مع وصف يسوع المسيح في الكتاب المقدس، ولا سيما في الأناجيل الأربعة المُعتَمَدة».

يعتقد بعضهم أنّ الكفن، وهو قطعة قماش لفّت جسد المسيح بعد وفاته، كنزٌ مقدسٌ في تورينو الإيطالية. وتظهر على الكفن صورة رجل على رأسه إكليل من الشوك ومُغَطًّى ببقع دم. بيد أنّ الفاتيكان لم يصدر موقفًا رسميًّا بشأن صحّة الكفن.

وتوضح دراسة فانتي أنّ بقع الدم تُظهر تدفقًا في ثلاثة اتجاهات: عموديًّا، ومائلًا بزاوية 45 درجة، وأفقيًّا. وهذه الاتجاهات تشير إلى حركة الجسد. وتكشف ألوان البقع الثلاث «أنواع دم مختلفة»، بما في ذلك بقع الدم قبل وقت الوفاة وبعده، و«تسريب مصل الدم». وتشير البقع إلى علامات الجَلْدِ المتّسقة مع ما كُتِبَ عن جلد يسوع على العمود. وتُظهر الدراسة أنّ كمية الدم المتدفّقة تتطابق مع كمية الدماء التي سُفِكَت بسبب الجروح الموصوفة في الأناجيل.

وتلاحظ الدراسة أنّ النانوجسيمات، «المُعتَرَف بأنّها آثار مادة الكرياتينين» في الدم، تتوافق مع «التعذيب الشديد الذي عاناه يسوع». كما توضح الدراسة أنّ مستويات اليوريا العالية تؤكّد اختلال وظائف الكلى، «ويتوافق ذلك مع الجلد الشديد... في منطقة الكلى، ما تسبّب في فقر الدم».

وأضافت الدراسة: «ازداد إيقاع تنفّس يسوع بشكل كبير. وارتفعت بالتالي دقّات قلبه، ما أدى إلى نوبة قلبية. وهذا هو السبب الرئيس لوفاته».

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، قال الكاهن اليسوعي ورئيس مركز ماجيس للفكر والإيمان، الأب روبرت سبيتزر إنّ «جميع هذه المؤشرات تتوافق مع مع ما كُتِبَ عن صلب يسوع المسيح». وأضاف أنّ الكرياتينين في الدم «يشير بشكل عام إلى صدمة متعددة ثقيلة»، وأنّ «الرجل كان بالتأكيد يكافح للتنفس».

وزاد سبيتزر أنّ دراسات أخرى تدعم صحّة الكفن، بما في ذلك تحليل تشتت الأشعة السينية بزاوية واسعة عام 2022 والذي أعاد تاريخ النسيج إلى قبل نحو 2000 سنة. وانتقد في المقابل دراسة التأريخ بالكربون عام 1988 والتي استخلصت أنّ الكفن يعود إلى القرن الثالث عشر أو الرابع عشر، زاعمًا وجود مشكلات في التلوث وأخذ العيّنات. 

على الرغم من المناقشات المستمرة، لا يزال كفن تورينو موضوع اهتمامٍ عالمي. وقد كُرِّمَ أخيرًا في المؤتمر الإفخارستي الوطني في إنديانابوليس الأميركيّة من خلال عرض نسخةٍ منه بطول 14 قدمًا وإعداد معرضٍ تعليميٍ بتقنية عالية حوله. وفي العام 2022، استضاف متحف الكتاب المقدس في واشنطن الأميركيّة معرضًا عن كفن تورينو لمدة خمسة أشهر.

تُرجِمَ هذا المقال عن وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، ونُشِر هنا بتصرّف.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته