روما, الخميس 29 أغسطس، 2024
عبّر البابا فرنسيس في لقاء مع الأساقفة اللاتين في المنطقة العربيّة في القصر الرسوليّ الفاتيكانيّ أمس عن قربه منهم ومن الكنائس التي يمثّلونها. وقال لهم: «ليمنحكم الربّ القوّة للشهادة لإيمانكم به، حتّى من خلال الحوار المحترم والصادق مع الجميع».
وأشار الحبر الأعظم إلى أنّ الشرق الأوسط يشهد لحظات من التوتر الشديد والتي تتفاقم في بعض السياقات لتتحوّل إلى مواجهات مفتوحة ولمحات من الحرب. وأضاف أنّ بدلًا من إيجاد حلّ عادل، أصبح الصراع مزمنًا، مع خطر امتداده ليشعل المنطقة بأكملها.
ثمّ ذكر فرنسيس أنّ هذه الحالة أدّت إلى آلافٍ من الوفيات وإلى دمار هائل ومعاناة لا تُحتمل، بالإضافة إلى انتشار مشاعر الكراهية والحقد، ما يمهّد الطريق لمآسٍ جديدة. وأردف: «كونوا للجميع، علاماتٍ للأمل، وحضورًا يغذّي الكلمات والأفعال التي تدعو إلى السلام والأخوّة والاحترام. حضورًا يدعو، في حدّ ذاته، إلى العقلانيّة والمصالحة، وتجاوز الانقسامات والعداوات المتراكمة والمتجذّرة عبر الزمن والتي تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم. شكرًا لأنّكم الشمعة الصغيرة للأمل حيثما يبدو أنّ هذا الأمل على وشك الانطفاء».
وتمنّى لهم عملًا ناجحًا في مبادراتهم الراعويّة. وأمل أن يتمكّنوا من إيجاد أفضل السُّبل وأكثرها كفايةً لضمان تكوينٍ مسيحيٍّ مناسب لطلّاب المدارس العامّة في سياقات حيث الوجود المسيحي أقلّية. وقال: «هذا التكوين له أهمّية كبيرة، كي تُعرف محتويات الإيمان ويصحبها التأمّل؛ وهكذا يمكن للإيمان، من خلال التفاعل مع الثقافة، أن يقوى ويجد الوسائل لتسويغ الرجاء المسيحي».