بين الحرب والأمل... مسيحيّون سوريّون يبحثون عن مستقبل أفضل في أربيل

مسيحيّون سوريّون يشاركون في قدّاس إلهيّ في أربيل-العراق مسيحيّون سوريّون يشاركون في قدّاس إلهيّ في أربيل-العراق | مصدر الصورة: فارس شوبطلي/آسي مينا

فرضت لغة الحرب أبجديتها على مسيحيّي سوريا، ودفعت كثيرين منهم إلى الهجرة بحثًا عن الأمان. ومن بين الوجهات التي أتيحت للهاربين من آلة القتل والدمار، أربيل-العراق. هناك، يعيش هؤلاء معلّقين بين قضبان انتظار المجهول والانتقال إلى «وطنٍ بديل».

تحتضن أربيل ما يقارب 2000 عائلة سورية من مختلف الطوائف المسيحية، بحسب ما أكّد الأب عبدو نجار كاهن رعية مار إبراهيم الأربيلي للروم الأرثوذكس لـ«آسي مينا».

وقد نشأت هذه الرعية مع ازدياد أعداد المسيحيين السوريين القادمين إلى أربيل عام 2018، في حين يتوزع الأطفال على مراكز التعليم المسيحي كافة في عنكاوا.

مسيحيّون سوريّون يشاركون في قدّاس إلهيّ في أربيل-العراق. مصدر الصورة: فارس شوبطلي/آسي مينا
مسيحيّون سوريّون يشاركون في قدّاس إلهيّ في أربيل-العراق. مصدر الصورة: فارس شوبطلي/آسي مينا

يوميّات عائلة مسيحيّة سوريّة

لا يتوقف لؤي (39 عامًا) عن النظر إلى هاتفه المحمول كلّ يوم كأنّه يداوم على جرعة الأمل بالتحليق بعيدًا عن أرض ألِف تفاصيلَها. لؤي من بين مسيحيين سوريين كثيرين أرغمتهم لعنة الحرب على حزم رجائهم والانتقال إلى مكان يوفر لعائلاتهم أمانًا، ولو موقّتًا.

يعيش لؤي وزوجته دجى صعوباتٍ جمّة في أربيل؛ فولداهما لامار وجورج ما زالا من دون تعليم، باستثناء ما يتلقيانه في المنزل وصفوف التعليم المسيحي. ويشدّد لؤي على أهمّية التربية المسيحيّة التي كثيرًا ما تصاحب اختبار الهجرة واللجوء. ويؤكّد لـ«آسي مينا» أنّ «الحوار مع الأبناء هو السبيل للتوصل إلى تربية مسيحية نموذجية، بعيدًا عن أيّ أفكار غريبة تتعارض مع العقائد والحقائق الإيمانية».

تتكلّف دُجى مشقة العمل لساعاتٍ أطول ممّا اعتادته في السابق ضمن مجال التعليم؛ فالعمل الجديد يستنزف وقتها، لتتفرغ في ما بعد لتعليم أطفالها. وتقول في هذا الإطار: «ساعات العمل الطويلة تزيدني قوةً، وتُكسبني مهارة جديدة تعينني في مواجهة التحديات ومساعدة زوجي».

مسيحيّون سوريّون يشاركون في قدّاس إلهيّ في أربيل-العراق. مصدر الصورة: فارس شوبطلي/آسي مينا
مسيحيّون سوريّون يشاركون في قدّاس إلهيّ في أربيل-العراق. مصدر الصورة: فارس شوبطلي/آسي مينا

«لا أمل بالعودة في الوقت الراهن»

بأسف وحسرة يتحدّث الزوجان عن أمل العودة إلى بيتهما وكنائسهما في سوريا، بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها هذه العائلة شأنها شأن مئات آلاف المسيحيين ممّن هجروا أراضيهم. واقع أرسى معادلة «لا غربة في الغربة» كما يسمّيها لؤي ودجى، إذ يجد المهاجرون إلى بلدان جديدة كثيرين من أبناء وطنهم هناك يختبرون المصير نفسه.

مسيحيّون سوريّون يشاركون في قدّاس إلهيّ في أربيل-العراق. مصدر الصورة: فارس شوبطلي/آسي مينا
مسيحيّون سوريّون يشاركون في قدّاس إلهيّ في أربيل-العراق. مصدر الصورة: فارس شوبطلي/آسي مينا

تجدر الإشارة إلى أنّ عدد المسيحيين في سوريا يشهد تراجعًا مطّردًا منذ العام 2011. وتشير الإحصائيّات الأخيرة إلى وجود ما بين 300 ألف إلى 500 ألف مسيحيّ في البلاد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته