البابا فرنسيس يطالب بتسهيل اللجوء للهاربين من الحروب

البابا فرنسيس في خلال المقابلة العامّة الأسبوعيّة، ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان البابا فرنسيس في خلال المقابلة العامّة الأسبوعيّة، ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

أكّد البابا فرنسيس، صباح اليوم في المقابلة العامّة الأسبوعيّة، أنّ العمل بشكل ممنهج لصدّ المهاجرين الذين يعبرون البحار والصحاري للوصول إلى أرض يعيشون فيها بسلام وأمان، يُعدّ خطيئة جسيمة.

أشار الحبر الأعظم في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان إلى أنّ مسارات الهجرة اليوم غالبًا ما تكون عبر البحار والصحاري، وتغدو لكثيرين من الناس قاتلة. واعتبر أنّ معظم هؤلاء الموتى كان من الممكن إنقاذهم. وأردف: «هناك من يعمل بشكل ممنهج وبمختلف الوسائل لصدّ المهاجرين. وهذا، عندما يتمّ بوعي ومسؤوليّة، يُعدّ خطيئة جسيمة... اليتيم، والأرملة، والغريب هم الفقراء الذين يدافع الله عنهم دائمًا ويطلب منا الدفاع عنهم». وذكر أنّ بعض الصحاري والبحار تحوّلت إلى مقابر للمهاجرين.

وأشار الأب الأقدس إلى أنّ البحر والصحراء يحملان قيمة رمزيّة كبيرة في الكتاب المقدّس. وتحدّث عن الهجرة العظيمة للشعب الذي قاده الله بوساطة موسى من مصر إلى الأرض الموعودة. هذه الأماكن شهدت مأساة الشعب الذي يهرب من الاضطهاد والعبوديّة. وهي أماكن معاناة وخوف ويأس، ولكن في الوقت نفسه، أماكن عبور نحو التحرير والفداء، للوصول إلى الحرّية وتحقيق وعود الله.

ثمّ أضاف فرنسيس أنّ في تلك البحار والصحاري القاتلة، لا ينبغي أن يكون هناك مهاجرون اليوم. وقال: «ليس من خلال قوانين أكثر صرامةً، وليس من خلال العسكرة على الحدود، وليس من خلال عمليات الصدّ سنحقّق هذا الهدف. سنحقّقه بدلًا من ذلك بتوسيع طرق الوصول الآمنة والمنتظمة للمهاجرين، وتسهيل اللجوء لمن يهربون من الحروب والعنف والاضطهاد والكوارث المتعدّدة؛ سنحقّقه بتعزيز حوكمة عالميّة للهجرة تقوم على العدالة والأخوّة والتضامن. وتوحيد الجهود لمكافحة الاتّجار بالبشر ووقف تجّار البشر الذين يستغلون بوحشية بؤس الآخرين».

وفي ختام كلمته، أشاد فرنسيس بالتزام كثيرين من السامريين الصالحين الذين يبذلون جهدهم لإنقاذ المهاجرين الجرحى والمتروكين على طرق الأمل اليائسة، في القارات الخمس. وأردف: «هؤلاء الرجال والنساء الشجعان يمثّلون إنسانيّة لا تتأثّر بثقافة اللامبالاة والتهميش السيئة. ومن لا يستطيع أن يكون مثلهم في الصفوف الأماميّة، لا يُستثنى من هذه المعركة من أجل الحضارة: هناك العديد من السُّبُل للإسهام، أوّلها الصلاة». ثمّ دعا إلى توحيد القلوب والقوى، حتّى لا تكون البحار والصحاري مقابر، بل أماكن يمكن لله أن يفتح فيها طرقًا للحريّة والأخوّة.

وطلب الأب الأقدس من المشاركين عدم نسيان أوكرانيا وفلسطين وإسرائيل الغارقة في حروب. وذكر أنّه يفكر في الشباب والمرضى وكبار السنّ.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته