قدّيس اتّخذه الآباء والنسّاك مرشدًا ومعلّمًا

القدّيس بيمين الناسك القدّيس بيمين الناسك | مصدر الصورة: Mar marz/Pinterest

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس بيمين الناسك في تواريخ مختلفة، منها 27 أغسطس/آب من كلّ عام. هو قدّيس الصلاة والحكمة والتجرّد والتقشّف.

ولِدَ بيمين في مصر في القرن الرابع. ترك مجد العالم وذهب إلى برِّية الأسقيط، وبعدها لَحِقَ به إخوته الستة، فراحوا معًا يكافحون أهواء الجسد وشهواته من خلال ممارسة الزهد والتقشّف ومختلف أنواع الإماتات، مكرّسين حياتهم لتمجيد الله.

تميّز بيمين بتواضعه ووداعة قلبه، فكان يتعامل مع ذاته بصلابة وقسوة، ويحنُّ على الآخرين. وقد قسّم ليله إلى ثلاثة أجزاء؛ أوّلها خصَّصَه للصلاة، وثانيها  للأشغال اليدويّة، أمّا ثالثها فكان للنوم. وفي النهار كان يعمل في الجزء الأوّل منه، ومن ثمّ يقرأ الكتب المقدّسة، وفي القسم الأخير يلتقط البقول ويصنع السلال لتأمين سبل عيشه، ومساعدة الفقراء.

وحين جاءت أمّه المشتاقة إليه لزيارته، رفضَ بيمين رؤيتها وخاطبها من داخل قليته، مؤكّدًا لها أنّها ستلتقي به وبإخوته في الدهر الآتي. وقد وردت على لسانه حِكم كثيرة، منها: «قد نجد إنسانًا يظن أنّه صامت لكنّه يدين الآخرين بفكره، فمن كانت هذه شيمته، هو دائم الكلام... وآخر يتكلّم من الصبح إلى المساء، لكنّ كلامه فيه نفع للنفس. مثل هذا أجاد الصمت».

وقد اتّخذ الآباء والنسّاك بيمين مرشدًا ومعلّمًا لهم، فكانوا يسيرون على خُطاه، ويصغون إلى نصائحه الحكيمة. كما صنع الله من خلاله معجزات كثيرة. وأخيرًا، رقد بعطر القداسة في النصف الثاني من القرن الخامس، معانقًا فرح الفردوس اللامتناهي.

لِنُصَلِّ مع هذا القدّيس الناسك، كي نتعلّم على مثاله كيف نتخلّى عن كلّ مجد أرضيّ، ونسعى من خلال الصلاة والحكمة والعمل الصالح إلى بلوغ أحضان الآب السماوي، حيث يتجلّى فرحنا وكنزنا الأزلي.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته