بيروت, الثلاثاء 27 أغسطس، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس بيمين الناسك في تواريخ مختلفة، منها 27 أغسطس/آب من كلّ عام. هو قدّيس الصلاة والحكمة والتجرّد والتقشّف.
ولِدَ بيمين في مصر في القرن الرابع. ترك مجد العالم وذهب إلى برِّية الأسقيط، وبعدها لَحِقَ به إخوته الستة، فراحوا معًا يكافحون أهواء الجسد وشهواته من خلال ممارسة الزهد والتقشّف ومختلف أنواع الإماتات، مكرّسين حياتهم لتمجيد الله.
تميّز بيمين بتواضعه ووداعة قلبه، فكان يتعامل مع ذاته بصلابة وقسوة، ويحنُّ على الآخرين. وقد قسّم ليله إلى ثلاثة أجزاء؛ أوّلها خصَّصَه للصلاة، وثانيها للأشغال اليدويّة، أمّا ثالثها فكان للنوم. وفي النهار كان يعمل في الجزء الأوّل منه، ومن ثمّ يقرأ الكتب المقدّسة، وفي القسم الأخير يلتقط البقول ويصنع السلال لتأمين سبل عيشه، ومساعدة الفقراء.
وحين جاءت أمّه المشتاقة إليه لزيارته، رفضَ بيمين رؤيتها وخاطبها من داخل قليته، مؤكّدًا لها أنّها ستلتقي به وبإخوته في الدهر الآتي. وقد وردت على لسانه حِكم كثيرة، منها: «قد نجد إنسانًا يظن أنّه صامت لكنّه يدين الآخرين بفكره، فمن كانت هذه شيمته، هو دائم الكلام... وآخر يتكلّم من الصبح إلى المساء، لكنّ كلامه فيه نفع للنفس. مثل هذا أجاد الصمت».