هل تستقرّ المسيحيّة في السعوديّة من بوّابة الفنّ؟

لوحة المسيح المخلّص «سالفاتور موندي» للفنّان الإيطاليّ ليوناردو دافنشي لوحة المسيح المخلّص «سالفاتور موندي» للفنّان الإيطاليّ ليوناردو دافنشي | مصدر الصورة: Leonard Zhukovsky/Shutterstock

بعد القداس الإلهي العلني الأول من نوعه في السعودية والذي أقيم  عام 2018 في العاصمة الرياض، وما رافقه من انتقادات في الداخل، تعود المسيحية مجدّدًا إلى الواجهة في المملكة، ولكن هذه المرة من بوابة الفن.

عرضت قناة بي بي سي الثانية أخيرًا وثائقيًّا من جزأين، حمل عنوان: «المملكة: الأمير الأقوى في العالم»، متناولًا أهم محطات الحياة السياسية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود وخباياها. وكشف الوثائقي عن رغبة السعودية في وضع لوحة المسيح المخلّص «سالفاتور موندي» في متحف ضخم تخطط الدولة لبنائه مستقبلًا.

وتعدّ لوحة المسيح المخلص -التي ينسبها بعض الخبراء إلى فنان عصر النهضة الإيطالي ليوناردو دافنشي- أغلى عمل فني يباع في مزاد على الإطلاق. فقد بيعت قبل سبعة أعوام بمبلغ تجاوز الـ450 مليون دولار، وكثرت التكهنات حينها حول الجهة المشترية، وكذلك حول مكان وجودها، إذ لم تظهر إلى العلن منذ ذلك الوقت وصولًا إلى يومنا هذا.

وأشار تقرير نشره موقع هيئة الإذاعة البريطانية الإلكتروني، حمل توقيع المنتج الاستشاري للوثائقي جوناثان روجمان، إلى أنّ مشتري اللوحة هو أمير سعوديّ يعمل لصالح بن سلمان، وأنّ اللوحة موجودة اليوم في أحد مخازن مدينة جنيف السويسرية.

واستعرض التقرير شهادة أحد المقربين من ولي العهد السعودي الذي أكد له أهمية وجود قطعة مركزية في المتحف المستقبلي، تستطيع استقطاب الناس كما تفعل الموناليزا في متحف اللوفر-باريس.

تصوِّر اللوحة السيد المسيح كمخلّص للعالم، يظهر فيها مرتديًا زي عصر النهضة، ويمدّ إصبعين من يده اليمنى (السبابة والوسطى) في إشارة إلى تقديمه البركة، أما يده اليسرى فتحمل كرة بلّورية شفافة تمثل السماوات للدلالة على دوره كسيد للكون. وقد اختفت اللوحة في القرون الأخيرة أكثر من مرة ولفترات طويلة، إلى أن عُثر عليها عام 2005 وخضعت مباشرة لعملية ترميم طويلة نظرًا إلى الحالة السيئة التي وُجدت فيها.

يُذكر أنّ وبحسب منظمة الأبواب المفتوحة تحتل السعودية لهذا العام المركز الثالث عشر من أصل 50 دولة يواجه فيها المسيحيون أشد أشكال الاضطهاد. مع ذلك، ازدادت في السنوات الأخيرة وتيرة اللقاءات بين السلطة السعودية الحاكمة والقيادات الروحية المسيحية من مختلف الطوائف والدول، من بينها زيارة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي الرياض عام 2017 والتي وصفت بالتاريخية.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته