بيروت, الاثنين 26 أغسطس، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة، بتذكار القدّيس الشهيد أدريانوس في 26 أغسطس/آب من كلّ عام. قدّيس آمن بالمسيح، وسفك دمه حبًّا به.
كان القدّيس أدريانوس وثنيًّا وقائدًا لفرقة عسكريّة رومانية في أيّام الملك ديوكلتيانوس. تزوّج بامرأة مسيحيّة تدعى ناتاليا، كانت تحيا بمحبّة الله ووفق وصاياه. شاهد المسيحيّين يختبرون مختلف أنواع العذاب ويتحمَّلونها بكلّ شجاعة وصبر عجيب، وبعدها يستشهدون حبًّا بالمسيح في سبيل معانقة فرح الفردوس المعدّ لهم. حينئذ تأثّر جدًّا، ولامست النعمة عمق كيانه، فآمن بالربّ يسوع. وهكذا سار في طريق الاستشهاد وسُجِنَ مع المضطهدين.
وحين عَلِمت زوجته بالخبر، فرحت كثيرًا وأسرعت إليه كي تحضّه على الصمود وعدم الخوف من الاستشهاد. ولمّا دنت ساعته، كانت تقف بجانبه، فسأله الملك: «هل أنت مستمرّ في جنونك»؟ أجابه أدريانوس: «أنا مستعدّ لسفك دمي من أجل هذا الجنون». فغضِبَ الملك وأمر جنوده بتعذيبه. وفي طريق جلجثته عرف طعم مرارة الألم وتحمّله بقوّة المسيح. وفي تلك اللحظات لم تتركه زوجته أبدًا. جلدوه حتى سالت دماؤه على الأرض، ومن ثمّ قطعوا أطرافه وهو ثابت في إيمانه لا يتوقّف عن تمجيد ربّه.
وأخيرًا، أصدر الملك أوامره بقطع رأسه مع جميع المضطهدين الذين كانوا معه، فنالوا إكليل المجد الأبديّ. أمّا زوجته والنساء اللواتي رافقنَها لزيارة الشهداء، فأمر الملك بقطع أرجلهنّ وأيديهنّ. وهكذا، تُوّجْنَ هنَّ أيضًا بالنصر، وكان ذلك في أوائل القرن الرابع.