الراعي يذكّر بالمرحلة الذهبيّة للموارنة... ويحذّر من الإقصاء

الراعي يترأّس القدّاس الإلهيّ في الديمان، المقرّ الصيفيّ للبطريركيّة الراعي يترأّس القدّاس الإلهيّ في الديمان، المقرّ الصيفيّ للبطريركيّة | مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة

أكّد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي أنّ «المصالحة هي حاجة مجتمعنا اللبنانيّ؛ فمعها تنتهي حرب المصالح الشخصيّة التي هي أخطر من الحرب المسلّحة». وأشار إلى أنّ أعظم ما ترك لنا الربّ يسوع هو المصالحة. ففي بيت سمعان الفرّيسيّ جرت مصالحة المرأة مع ذاتها ومع الله بمغفرة خطاياها، ثمّ مع الجماعة الحاضرة في البيت. فكانت نتيجة المصالحة السلام: «إيمانك خلّصك، فاذهبي بسلام» (لو 7: 50).

جاء ذلك في خلال ترؤّسه قدّاس الأحد الخامس عشر من زمن العنصرة في الديمان (المقرّ الصيفي للبطريركيّة المارونيّة).

وأضاف الراعي: «المصالحة تبدأ مع الذات بترميم العلاقة مع الله، وبتغيير المسلك والموقف والنظرة؛ وترتقي إلى مستوى المصالحة الاجتماعيّة بحلّ الخلافات والنزاعات وسوء التفاهم. ثمّ تنتقل إلى المصالحة السياسيّة بإعادة بناء دولة الوحدة الوطنيّة ودولة الحقّ والقانون الصالحة والعادلة. وتبلغ كمالها بالمصالحة الوطنيّة بانتخاب رئيس للجمهوريّة يسهر على الوحدة الوطنيّة، ويحمي الدستور والميثاق، ويحصّن العيش معًا ومشاركة الجميع العادلة والمنصفة والمتوازنة في إدارة شؤون البلاد العامّة».

الراعي يترأّس القدّاس الإلهيّ في الديمان، المقرّ الصيفيّ للبطريركيّة. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة
الراعي يترأّس القدّاس الإلهيّ في الديمان، المقرّ الصيفيّ للبطريركيّة. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة

وأردف: «فليُسمح لنا بالكلام مارونيًّا ولو لمرّة، على إقصاء الموارنة عن إدارة الدولة، بدءًا من عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سنتين حتى الآن، في أخطر مرحلة يشهدها لبنان. فيجب التذكير بالمرحلة الذهبيّة التي كان زمام الحكم فيها بيدهم. فلنتذكّر المرحلة الذهبيّة في العلاقات بين الطوائف المسيحيّة والإسلاميّة، وبين لبنان والعالم العربي، وبين لبنان والعالم الإسلامي. فلنتذكّر جمال الصيغة اللبنانيّة بمفهومها الميثاقيّ سماحةً في التطبيق وبساطةً في التعايش وحريّةً في الممارسة العامّة. فلنتذكّر كيف كان رؤساء حكومة لبنان يخاطبون ملوك العرب ورؤساءهم من الندّ إلى الندّ. كانوا أصدقاءهم ومحاوريهم وجلساءهم. كانوا رسلَ لبنان إلى العالم العربيّ، أمثال رياض وسامي وتقيّ الدين الصلح، وصائب سلام وعبدالله اليافي ورشيد كرامي وشفيق الوزّان. وكيف كان رؤساء المجلس النيانيّ مثلًا صبري حماده وعادل عسيران وكامل الأسعد وحسين الحسيني. فلنتذكّر حين أحاط، ابتداءً من أواخر القرن السادس عشر، الأمراء المعنيّون فالشهابيّون أنفسهم، ولا سيما الأمير فخر الدين المعنيّ الثاني (1572-1635)، بالنخب المارونيّة المدنيّة والكنسيّة. لقد أمّن لهم الموارنة الفكر السياسيّ، والتنظيم الإداريّ والاقتصادي، والقوّة العسكريّة، والعلاقات الدبلوماسيّة مع أوروبا، ما شكّل حماية لإمارة الجبل في وجه السلطنة العثمانيّة».

وختم الراعي: «يكشف مسلسل الأحداث أنّ وحدة لبنان ما اهتزّت إلّا مع إضعاف دور الموارنة وتهميشه. وتقتضي الموضوعيّة التاريخيّة الاعتراف، بالمقابل، بأنّ قيادات وتيّارات وأحزابًا مارونيّة تتحمّل جزءًا من تراجع المسيحيّين».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته