بيروت, السبت 24 أغسطس، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس أفتيخيوس في 24 أغسطس/آب من كلّ عام. قدّيس بشّر بكلمة المسيح بكلّ جرأة، حتى الاستشهاد.
أبصر أفتيخيوس النور في مدينة سبسطية، في القرن الأوّل، أيّام الرسل، ونال سرّ العماد المقدّس على أيديهم. كما تتلمذ على يد القدّيس يوحنا الإنجيلي. وقد تميّز بإيمانه الحارّ وغيرته القويّة في الدفاع عنه. وبعدها راح يتجوّل في مختلف البلدان مبشّرًا بكلمة الربّ يسوع، فعرف اضطهادات عدّة لكنّه لم يخف أبدًا. ومن ثمّ قبض عليه عبدة الأوثان، ووضعوه في السجن لمدة طويلة، فتحمّل مختلف أنواع الإهانات والآلام، متسلّحًا بقوّة المسيح الإله الحقّ.
وبعد تلك المرحلة، أخْرِجَ أفتيخيوس من السجن، ورجعَ إلى متابعة رسالته التبشيريّة، لا يهاب تهديدات عبدة الأوثان، مؤكّدًا لهم أنّه لا يركع إلّا لخالقه. كما حاولوا إجباره على ترك التبشير والكفر بالمسيح وتقديم السجود للأوثان، فلم يخضع لأوامرهم. بل بدأ يجاهر بإيمانه القويم بأعلى صوته، مُظهرًا لهم فساد عبادتهم وضلالها. فضربوه بقضبان جافية، وهو صابر على أوجاعه يُمَجّد الربّ يسوع. وبعدها أكملوا تعذيبه، أضرموا نارًا وألقوه في داخلِها، لكنّ إله الرحمة نجّاه من الحريق وخلّصه من أيدي الأشرار.
وبعد جميع تلك الآلام، سار أفتيخيوس في طريقه إلى روما مُكْمِلًا جهاده. وفي النهاية توِّجت أعماله الصالحة بنيله إكليل الشهادة حبًّا بالمسيح، وكان ذلك نحو مطلع القرن الثاني. وقد جاء المسيحيون وأخذوا جثمانه بالسرّ ودفنوه في الطريق المعروفة باسم أبيَا في مقبرة كاليستوس.