إسطنبول, الجمعة 23 أغسطس، 2024
ولدت بلقيس قبل 61 عامًا في عائلة مسلمة في تركيا، وكانت الطفلة الثالثة. اعتادت أن تذهب إلى المسجد وتقرأ القرآن باللغة العربية منذ نعومة أظفارها، لكنّها لم تفهمه يومًا. وبعدما طالعت كتبًا عن الفلسفة المادية في مراهقتها، اقتنعت بالإلحاد في سن الخامسة عشرة.
تخرجت بلقيس في الجامعة وبدأت تدريس الأدب. كانت تقرأ كتبًا باستمرار. ويوم بلغت الثامنة والعشرين من عمرها، وقعت على كتاب «دين بو» أي «هذا هو الدين» لتوران دورسون (وقد قُتل المؤلّف بسبب محتوى كتبه). ينتقد كتاب «دين بو» الكتب الدينية، بخاصة القرآن. لم تستطع بلقيس أن تصدّق ما قرأت. لذلك، اشترت قرآنًا باللغة التركية وقرأته. وتناول إصدار توران دورسون أيضًا الكتاب المقدس متعجّبًا «ما هذا الهراء والشرّ المكتوبان فيه؟». لذا، في سن الحادية والثلاثين، اشترت بلقيس كتابًا مقدسًا من معرض كتاب في إزمير ودُعيت لمشاهدة فيلم عن حياة يسوع بحسب إنجيل لوقا.
وبعدما شاهدت الفيلم في كنيسة بروتستانتية، تغيّرت نظرتها عن الله تمامًا. وترك مشهد صلاة العشار والفريسي في الهيكل أثرًا كبيرًا في نفسها، إذ رأت خطيئتها أمام عينيها. لأنّها، تمامًا مثل الفريسي، كانت واثقةً جدًّا من برِّها، واختبرت شعور الخجل أمام الله للمرة الأولى. وفي نهاية الفيلم، صلّت بلقيس من كلّ قلبها: «يا ربّ، أدعوك إلى حياتي؛ أترك حياتي بين يديك، فافعل بي ما تشاء!». واعتمدت وصيّة يسوع دليلًا لها في الحياة: «أحبّوا أعداءكم».
وبعد هذا الاختبار، كانت بلقيس تتردّد إلى الكنيسة البروتستانتية كلّ يوم أحد، وتقرأ الكتاب المقدس بانتظام، وتحضر اجتماعات الصلاة. كما نالت سرّ المعمودية وعاشت بسعادة في علاقة حيوية مع الله.