اليوم الدوليّ لضحايا العنف القائم على الدين... إضاءة على مسيحيّي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

أنقاض كنيسة دمّرها الإرهاب في شمال شرق سوريا أنقاض كنيسة دمّرها الإرهاب في شمال شرق سوريا | مصدر الصورة: عون الكنيسة المتألّمة

في اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا العنف القائم على الدين أو المعتقد، يبرز مجدّدًا السؤال المرتبط بواقع المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فوفقًا لتقرير قائمة المراقبة العالمية للعام 2024 الصادر عن منظمة «الأبواب المفتوحة»، يختبر أكثر من 365 مليون مسيحي حول العالم مستويات عالية من الاضطهاد، مع تركيز كبير على بلدان مثل العراق وسوريا ومصر وليبيا.

في العراق، تقلَّص عدد المسيحيين في خلال العقدين الماضيين من نحو 1.5 مليون عام 2003 إلى 154,000 فقط عام 2024، وهو ما يمثّل نحو 0.4% من إجمالي السكان. يعكس هذا التراجع آثار الصراع والعنف المستمرَّين، إذ يعاني المسيحيون التهجير القسري والاضطهاد اليومي.

وفي سوريا، التي مزقتها الحرب، شهدت البلاد نزوح نحو 60% من المسيحيين منذ بدء الصراع عام 2011. ترك هؤلاء النازحون منازلهم وكنائسهم هربًا من العنف والاضطهاد.

في مصر، حيث يشكل المسيحيون نحو 10% من السكان، يتعرض المسيحيون لاعتداءات متكررة، بخاصة في المناطق الريفية حيث تتفاقم التوترات الطائفية. أما في ليبيا، حيث يشكل المسلمون 99% من السكان، يواجه المسيحيون وخصوصًا العمال المهاجرين، تهديدات مستمرة بالاختطاف والتحويل القسري من قبل الجماعات المسلحة. وهذا الوضع يجعلهم من بين الفئات الأكثر هشاشةً في البلاد.

أمّا في لبنان، فيعاني المسيحيون الذين يشكّلون قرابة 34% من إجمالي السكان، تحديات تتعلق بالهجرة والضغوط الاقتصادية، إلا أنّهم لا يواجهون مستوى الاضطهاد نفسه كما في بلدان المنطقة الأخرى. إذ يتميّز الوضع في لبنان بالتعددية الدينية والسياسية، ما يمنح المسيحيين قدرًا أكبر من الحرية والتمثيل.

وفيما تبقى أعداد المسيحيين في الأراضي المقدسة غير دقيقة، تُقدَّر بنحو 230,000 نسمة. ويواجه هؤلاء تحديات مرتبطة بالتمييز الاجتماعي والسياسي، بالإضافة إلى مضايقات واعتداءات على دور العبادة من قبل المتطرفين.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته