قدّيس اخترقت كلمات الكتاب المقدّس كيانه وسار على ضياء سراجها

لوحة تجسّد القدّيس سيمفوريانوس يسلك درب استشهاده لوحة تجسّد القدّيس سيمفوريانوس يسلك درب استشهاده | مصدر الصورة: Logan Adams/Pinterest

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس الشهيد سيمفوريانوس في تواريخ مختلفة، منها 22 أغسطس/آب من كلّ عام. قدّيس تضرّع لله كي يمنحه نعمة الاستشهاد من أجل اسمه، فمات مقطوع الرأس حبًّا به.

أبصر سيمفوريانوس النور في أوائل القرن الثاني، في مدينة أوتون-فرنسا. نشأ وسط أسرة مسيحيّة، ربّته على الفضيلة والسير في طريق الإيمان الحقّ. وفي أحد الأيّام، جاء مرسَلون من أزمير إلى فرنسا بهدف التبشير بكلمة المسيح، فاستقبلتهم عائلة القدّيس في بيتها. وقد أدّوا دورًا فعّالًا في تنمية الحياة الروحية لدى سيمفوريانوس الذي انكبّ على دراسة الكتاب المقدس، فاخترقت كلماته كيانه وسار دربه على ضياء سراجها. كان يزور قبور المرسَلين الذين استشهدوا في بلاده، ويتضرّع إلى الله من كلّ أعماقه، كي يمنحه نعمة الاستشهاد على مثالهم.

وفي تلك الحقبة، كان الحاكم هرقل يضطهد المسيحيّين. وبينما كان عبدة الأوثان يحتفلون بعيد آلهتهم، سألوا القدّيس بأن يسجد لأصنامهم، لكنّه رفض بكلّ شجاعة، قائلًا لهم: «أنا مسيحيّ وأحتقر أصنامكم». فقبضوا عليه وأحضروه أمام هرقل الذي أمر بتعذيبه، ووضعه في السجن. أمّا سيمفوريانوس فظلّ صابرًا على آلامه بقوّة المسيح.

بعدئذٍ، أخرجوه من السجن، وبدأ الحاكم يتحدّث معه بلطف، ويعده بمنحه الوظائف والمال إذا قدّم السجود للأوثان، لكنّه رفض عرضه وأخذ يحضّه على الإيمان بالمسيح. حينها، أمر بقطع رأسه. وفي طريقه للاستشهاد، أسرعت أمّه واخترقت جماهير عبدة الأوثان وصرخت: «يا ابني، حيٌّ هو الله الذي تموت لأجله، تشجّع، وتذكّر الحياة الأبديّة. وارفع قلبك إلى السماء، إذا كان لك فيها مجد لا يزول»! وبعدها قُطِعَ رأسه ونال إكليل الشهادة في العام 180.

لِنُصَلِّ مع هذا القدّيس، كي نتعلّم على مثاله كيف نسير على ضياء سراج كلمات الكتاب المقدس إلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته