البابا فرنسيس يدعو إلى نشر عطر المسيح ويحذّر من الشيطان

البابا فرنسيس صباح اليوم في قاعة بولس السادس الفاتيكانيّة البابا فرنسيس صباح اليوم في قاعة بولس السادس الفاتيكانيّة | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

دعا البابا فرنسيس المسيحيّين، صباح اليوم في المقابلة العامّة الأسبوعيّة، إلى نشر عطر المسيح في العالم، فيُظهرون بذلك ثمار الروح القدس. وتأسّف لأنّ بعض المؤمنين ينشرون رائحة الخطيئة بدل ذلك. وحذّر من أنّ «الشيطان يدخل حياتنا من خلال جيوبنا»، أي عبر حُبّ المال.

تابع الأب الأقدس في قاعة بولس السادس الفاتيكانيّة سلسلة تعاليمه الأسبوعيّة بعنوان: «الروح والعروس. الروح القدس يقود شعب الله للقاء رجائنا، يسوع». وتوقّف اليوم على موضوع: «روح الربّ عليّ. الروح القدس في معموديّة يسوع».

شرح الحبر الأعظم أنّ الثالوث الأقدس قد كشف عن ذاته عند نهر الأردن يوم معموديّة يسوع، في لحظة مهمّة في تاريخ الخلاص والوحي. فالآب تكلّم قائلًا ليسوع: «أنتَ ابني الحبيب»، والروح القدس نزل على يسوع بشكل حمامة، وهناك المسيح المدعو من الآب الابن الحبيب.

وأشار فرنسيس إلى أنّ حدث معموديّة يسوع قد جعل جميع الإنجيليّين يذكرونه لأنّ فيه مُسِحَ يسوع من الروح القدس. والمسحة، بحسب الكتاب المقدّس، تعني تكريسه ملكًا ونبيًّا وكاهنًا، إذ كان الملوك والأنبياء والكهنة يُمسَحون بزيتٍ مُعطّرٍ في العهد القديم علامةً على تكرّسهم لخدمتهم. وفي حالة يسوع، هناك المسحة بالزيت الروحيّ، أيّ بالروح القدس، بدل الزيت المادّي.

البابا فرنسيس صباح اليوم في قاعة بولس السادس الفاتيكانيّة. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
البابا فرنسيس صباح اليوم في قاعة بولس السادس الفاتيكانيّة. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

وفسّر الأب الأقدس أنّ يسوع كان مملوءًا من الروح القدس منذ اللحظة الأولى لتجسّده. لكنّ تلك النعمة كانت «شخصيّة» ولا يمكن تقديمها إلى الآخرين. أمّا عطيّة الروح القدس من أجل رسالته في العالم، التي تلقّاها يوم معموديّته، فيمكن إعطاؤها لجسده الكنسيّ. لذلك يمكن القول عن الكنيسة إنّها «شعب ملكيّ ونبويّ وكهنوتيّ». وأشار الحبر الأعظم إلى أنّ كلمة «مسيح» باللغة العبريّة وما يوازيها باللغة اليونانيّة تعنيان «الممسوح». لذلك قال آباء الكنيسة إنّ كلمة «مسيحيّون» تعني «الممسوحين على مثال المسيح».

وقال فرنسيس إنّ المسيح هو الكاهن الأعظم والروح القدس هو الزيت المُعَطَّر والكنيسة هي جسد يسوع الذي ينتشر فيه عطر هذا الزيت. وذكّر بأنّ الزيت يدلّ على الروح القدس في الكتاب المقدّس. وفي الطقس اللاتينيّ، عندما يكرّس الأسقف يوم خميس الأسرار زيت الميرون، المُستخدم لاحقًا في سرَّي المعموديّة والتثبيت، يقول: «فلتدخل إليهم هذه المسحة وتقدّسهم، كي يُحرَّروا من الفساد المولود فيهم وليُكرّسوا هيكلًا لمجد الله، ولينشروا عطر الحياة المقدّسة». وهذه الجملة انعكاس لتشبيه القدّيس بولس الجماعة الكنسيّة بعطر المسيح (قورنتس الثانية 2: 15).

وفي ختام المقابلة العامّة، طلب الأب الأقدس من المشاركين عدم نسيان أوكرانيا وميانمار وجنوب السودان وفلسطين وإسرائيل الغارقة في حروب.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته