870 هجومًا على الكنيسة الكاثوليكيّة في نيكاراغوا منذ العام 2018

مؤمنون يحملون الشموع في قدّاس عشيّة أحد الفصح عام 2023 في كاتدرائيّة ماناغوا-نيكاراغوا مؤمنون يحملون الشموع في قدّاس عشيّة أحد الفصح عام 2023 في كاتدرائيّة ماناغوا-نيكاراغوا | مصدر الصورة: Maynor Valenzuela/Shutterstock

صدر تقريران جديدان عن انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة في نيكاراغوا. وركّز الأوّل بشكلٍ خاص على حرية المُعتَقَد، أمّا الثاني فعدّد الهجمات التي تستهدف الكنيسة الكاثوليكية.

قدمت منظمة «نيكاراغوا نونكا ماس» باللغة الإسبانية أي «كفى نيكاراغوا» المتخصّصة بمراقبة حقوق الإنسان نشرتها الرابعة حول حرية المُعتَقَد التي تشمل الفترة من أبريل/نيسان إلى يوليو/تموز 2024. وبيّن التقرير أنّ نظام أورتيغا-موريلو كثّف مضايقاته على العلمانيين والقيادات الدينية.

وفي خلال عرض النشرة، أوضحت ويندي كوينتيرو، وهي من أعضاء المؤسسة، أنّ هذه الهجمات لا تستهدف الكنيسة الكاثوليكية فحسب، بل تصوّب على الكنيسة الإنجيلية أيضًا. وهذه الظروف تؤثر على الكهنة، والأساقفة، والراهبات، والأبرشيات. ويكشف التقرير أنّ 420 منظمة مسيحية أُغلِقَت، بما في ذلك كاريتاس ماتاغالبا. كما صودِرَت 22 وسيلة إعلاميّة دينية. بالإضافة إلى ذلك، نُفِيَ 51 كاهنًا من دون محاكمة، وهو ما ينتهك حقوقهم في الإقامة وحرية التنقل.

وقد أدى هذا الاضطهاد إلى نزوح قسري لأكثر من 200 مسيحي ملتزم منذ العام 2018، من بينهم 91 راهبةً. وفي الأشهر الأربعة الأولى من العام 2024، اضطُرَّ 34 كاهنًا إلى مغادرة البلاد. ويفيد التقرير بوجود ما لا يقلّ عن 52 مسيحيًّا ملتزمًا وأقاربهم معدومي الجنسية.

وأكد المحامي والعضو في المنظمة الحقوقية، سالفاتور مارينكو، أنّ القمع يُنفَّذُ بشكل خاص على مدينة ماتاغالبا، التي وصفها بأنّها «مركز إيمان، ومنبع أمل». ويعود هذا القمع إلى استراتيجية الديكتاتور المتمثلة في مهاجمة الأماكن ذات النفوذ، ولا سيما بعد اعتقال الأسقف رولاندو ألفاريز ونفيه.

وفي 15 أغسطس/آب الجاري، أي في عيد انتقال مريم العذراء، قدمت المحامية والباحثة المنفية مارثا باتريشيا مولينا القسم الخامس من تقريرها: «هل الكنيسة مضطهدة في نيكاراغوا؟» ووثّقت 870 هجومًا شنّه نظام أورتيغا-موريلو الديكتاتوري على الكنيسة الكاثوليكية من أبريل/نيسان 2018 حتّى يوليو/تموز 2024. 

وكتب إدواردو مارتينيز، رئيس تحرير صحيفة لا برينسا النيكاراغوية، في مقدمة التقرير أنّ الهجمات مصنفة ضمن سبع فئات، تتراوح بين الاعتداءات الجسدية والتدنيس إلى الإغلاق التعسفي للمؤسسات الدينية. وأشار إلى أنّ نفي 143 رجل دين يعادل نسبة 23 في المئة من إجمالي عدد رجال الدين في نيكاراغوا.

ويسلط التقرير الضوء على نفي ثلاثة أساقفة، وهم: سيلفيو خوسيه بايز، ورولاندا خوسيه ألفاريز، وإسيدورو مورا. أمّا أكثر ما يثير القلق فهو حظر الديكتاتورية النيكاراغوية 9688 مسيرة صلاة وأنشطة دينية أخرى من أبريل/نيسان 2018 حتّى يوليو/تموز 2024.

ترسم هذه الوقائع صورةً قاتمةً عن حرية المُعتَقَد في نيكاراغوا. إذ تعاني الكنيسة الكاثوليكية «فترة صمت طال أمدها» بحسب وصف مولينا. ولم يؤثر الاضطهاد المستمر على القادة المسيحيّين فحسب، بل طال أيضًا الحياة الروحية لشعب نيكاراغوا الذي ما زال حقّه في ممارسة شعائره الدينية بعيد المنال.

تُرجِمَ هذا المقال عن وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، ونُشِر هنا بتصرّف.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته