ثلاثة مزارات لمريم العذراء في إندونيسيا المسلمة

مسيرة «توان ما» (أي أمّنا مريم باللغة الإندونيسيّة) في خلال أسبوع الآلام في جزيرة فلوريس الإندونيسيّة مسيرة «توان ما» (أي أمّنا مريم باللغة الإندونيسيّة) في خلال أسبوع الآلام في جزيرة فلوريس الإندونيسيّة | مصدر الصورة: ويكيميديا كومونز

يستطيع الكاثوليك العثور على أمكنة مخصّصة للتضرّع والصلاة في جميع أنحاء إندونيسيا، الدولة التي تضمّ العدد الأكبر من السكان المسلمين في العالم. فقد استمرت الروحانية الكاثوليكية في البلاد أكثر من 500 سنة بعد ظهور العذراء مريم في القرن السادس عشر.

في ما يأتي ثلاثة مزارات للسيدة العذراء في شهر عيد انتقالها إلى السماء، وعلى مسافة أقلّ من أسبوعَين لزيارة البابا فرنسيس البلاد.

المسيرة الأولى لـ«أمّنا مريم» في جزيرة فلوريس

يعود تاريخ الكاثوليك في إندونيسيا وتحديدًا في جزيرة فلوريس إلى قصة ريزونا، الفتى الصغير الذي عاين ظهور «سيدة الوردية» عام 1510.

وأوضح الأب فيدليس بولو ووتان، الدكتور في اللاهوت العقائدي المتخصّص في الروحانية المريمية، لـوكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية: «كان ريزونا يبحث عن القواقع عندما رأى سيدة جميلة أمامه. سألها عن اسمها وهويّتها، ولكنّها لم تجبه».

وعندما وصل المبشرون الدومينيكان البرتغاليون بعد نحو 50 سنة، وجدوا تمثالًا خشبيًّا للسيدة العذراء في مزارٍ محلّي. فنظّموا أول مسيرة تحت اسم «توان ما» (أي أمّنا مريم باللغة الإندونيسية) في خلال أسبوع الآلام. ويستمرّ هذا التقليد حتى يومنا.

ويُفيد الكتاب البابوي السنوي للعام 2019 بأنّ 80 في المئة من سكان فلوريس كاثوليك. وتكتسي هذه النسبة أهمّية كبرى لبلد يشكّل فيه الكاثوليك 3 في المئة فقط من إجمالي السكان.

مغارة مريم العذراء في جاوة

تُعَدُّ جزيرة جاوة موطنًا لـمزار «غوا ماريا سنداغسونو» (أي مغارة مريم العذراء). وهذا المكان ذائع الصيت في يوغياكارتا. ويتوافد إليه الكاثوليك بخاصّة في شهرَي مايو/أيار وأكتوبر/تشرين الأول. إذ يرى المؤمنون أنّهم يستطيعون الحصول على نعمة الشفاء الجسدي والسلام والصلاة في هذا المكان المقدّس.

وقد ترك الكاهن اليسوعي الهولندي الأب فرانس فان ليث، مؤسس بعثة جاوة الكاثوليكية، بصمته في بناء مزار غوا ماريا سنداغسونو، عام 1929. وفي المزار تمثالٌ للسيدة العذراء قدّمتة ملكة إسبانيا، ونافورةٌ عجائبية لشفاء الأمراض داخل المغارة.

مزار سيّدة الصحّة في شمال سومطرة

بُنِيَ مزار «غراها ماريا أنناي فيلانكاني» في شمال سومطرة بين عامَي 2001 و2005 دعمًا للمجتمع الكاثوليكي التاميلي في مقاطعة ميدان. ويبدو المزار كأنّه «كنيسة ومعبد ومسجد في آن واحد» بسبب تصميمه «الهندي المغولي». إذ أراد الأب جيمس بهارتابوترا، وهو كاهنٌ يسوعي هندي خدم في إندونيسيا أكثر من خمسين سنة، أن يكون المزار مكانًا فريدًا «حيث يستطيع الكاثوليك توطيد إيمانهم، ويتمكّن غير الكاثوليك من التعرف إلى دين آخر في بيئةٍ تمثّل دينهم أيضًا». 

وأوضحت الأخت أنجلينا من رهبنة أخوات القديس يوسف في مقاطعة ميدان لـوكالة الأنباء الكاثوليكية: «تتوافد أعداد هائلة من الناس كل عام، قرابة 15600 شخص. وينجذب الناس إلى غراها ماريا أنناي فيلانكاني لأنّ هذا المزار المريمي فريدٌ من نوعه. هنا تُستَجَابُ صلوات القاصدين».

يُذكر أنّ البابا فرنسيس يزور إندونيسيا من 3 إلى 6 سبتمبر/أيلول، وهي المحطة الأولى من رحلته إلى جنوب شرق آسيا.

تُرجِمَ هذا المقال عن وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، ونُشِر هنا بتصرّف.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته