البابا فرنسيس يشرح قيمة الوجود البشريّ

البابا فرنسيس البابا فرنسيس | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

أعلن البابا فرنسيس، في رسالة موقّعة من أمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين إلى النسخة الـ45 من لقاء الصداقة بين الشعوب، أنّ قيمة الوجود البشريّ ليست في الأشياء المحيطة بنا أو في النجاحات بل في علاقة الصداقة مع الله التي تسند حياتنا وتجعلنا متجذّرين في الثقة والرجاء.

ويُعقد اللقاء في مدينة ريميني الإيطاليّة بين 20 و25 أغسطس/آب الحالي بعنوان: «إن لم نكن في حالة بحث عمّا هو جوهريّ، فعمَّ نبحث إذًا؟». لذلك بعث الحبر الأعظم، عبر بارولين، رسالة تتضمّن نقاطًا فلسفيّة مرتبطة بموضوع اللقاء وموجّهة إلى نيكولو أنسيلمي أسقف المدينة المضيفة للحدث.

رأى بارولين أنّ عصرنا يمرّ بمشكلات جمّة وتحدّيات واضحة نشعر أمامها بضعف. ويمكن لهذا الأمر أن يُشعرنا بعجزٍ وبفقدان معنى الوجود. لذلك صار السعي وراء الأمور الأساسيّة أكثر أهميّة من أيّ وقت مضى.

وشجّع الكاردينال على البحث بشغف عمّا يعكس جمال الحياة. واقتبس من اللاهوتي الإيطالي الخوري لويدجي غويسّاني قوله إنّ في عالمنا اليوم أشخاصًا صاروا متقدمين في السنّ وهم لا يزالون في العشرينات من العمر. ويعود سبب ذلك إلى فقدان الشغف وانعدام طعم الحياة في قلوب الشبّان والشابّات.

واعتبر بارولين أنّ أمام الحروب المشتعلة والظلم وعدم المساواة والتحوّلات المناخيّة والإنسانيّة غير المسبوقة علينا أن نطرح على ذواتنا السؤال الآتي: «أهناك أمر يستحق العيش من أجله والرجاء فيه؟». وأشار أمين سرّ الدولة إلى أنّ البابا يطلب قراءة تعب رجال عصرنا ونسائه كدعوة إلى التفكير، فينفتح قلبنا عندها على لقاء الله.

وفي الرسالة، فسّر أمين سرّ الفاتيكان أنّ الدخول في علاقة الصداقة مع الله ينعكس على جميع العلاقات البشريّة الأخرى ويؤسّس لفرح لا يخيب. وقال الكاردينال إنّ البابا يدعو بشكل مستمرّ إلى «تسوّل» ما يُعطي حياتنا معنًى، عبر التجرّد عمّا يُثقل يوميّاتنا، على مثال متسلّق الجبال الذي ينزع عنه الأمور الثانويّة للتمكّن من الصعود إلى قمّة الجبل بشكل أسرع.

وأكّد بارولين أنّ أكثر الأمور جوهريّةً وجمالًا وضرورةً وجاذبيةً لحياتنا هي الإيمان بيسوع المسيح. لأنّ الربّ وحده قادر على خلاص طبيعتنا البشريّة الهشّة وزرع الفرح حيث تبدو السعادة مستحيلة. وشرح الكاردينال أنّ البابا يطلب إسهام الجميع في رسالة الكنيسة بغية إنشاء أماكن ملموسة يمكن مشاهدة المسيح فيها واختبار وجوده.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته