الخوري بيدرو لحّود يسلك درب القداسة... وبلدته اللبنانيّة تحتفل

الخوري بيدرو لحّود الخوري بيدرو لحّود | مصدر الصورة: بلديّة سبعل، قضاء زغرتا-لبنان

كاهن لبنانيّ جديد أصبح ملفه قيد الدرس في الفاتيكان، على طريق القداسة. ففي شهرٍ واحد (أغسطس/آب) شهد لبنان تطويب البطريرك إسطفان الدويهي، وتصديق البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي على أعمال التحقيق في دعوى إعلان قداسة الأب أنطونيوس طربيه؛ واليوم يبرز اسم الخوري بيدرو لحود، ابن بلدة سبعل اللبنانيّة.

بعد قبول الفاتيكان فتح دعوى إعلان الخوري بيدرو لحود مكرمًا في الكنيسة الجامعة، احتفل رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف ليل أمس بقداس الشكر في الباحة الخارجية لكنيسة سيدة الانتقال في بلدة سبعل (زغرتا-لبنان الشمالي)، بحضور السفير البابوي المطران باولو بورجيا.

أكّد سويف في عظته أنّ «الخوري بيدرو لحود تنشق رائحة القداسة في قرية سبعل». وأضاف: «أبونا بيدرو هو ابن هذه الأرض، إذ عاش قسمًا من طفولته وشبابه في هذه الرعية. ويقول لنا اليوم إنّ كلّ معمد هو مشروع قداسة. هذه دعوة العائلة الأساسية، وعائلة الخوري بيدرو هي التي نفحت فيه هذه الروح. فبعد انتقاله إلى كاراكاس-فنزويلا، ومع أنّه عمل في التجارة، كان يستغلها في خدمة الفقراء. ومن ثم دخل الإكليريكية ليقدم ذاته إلى الربّ وشعبه، ولم يقبل أن يخدم بين الأغنياء في كاراكاس بل طلب أن يخدم الفقراء في ضواحيها. لم يكن يعرف الراحة بل حبّ الناس الذين رأى الله في وجوههم، وكان يوجه رسالة سنوية إلى يسوع المسيح المتألم الذي يراه في هؤلاء الفقراء المتألمين، ومن خلال هذه الرسائل تحدّث عن حبّ الله الذي انحنى لشفاء المرضى والمساكين. ولطالما توجه الى رؤساء الجمهوريات والمسؤولين ليضيء على النقص في حياة الناس، وبفصل دعواته نشأت المؤسسات والمدارس لخدمة الناس».

من قدّاس الشكر في سبعل اللبنانيّة، بلدة الخوري بيدرو لحّود. مصدر الصورة: بلديّة سبعل، قضاء زغرتا-لبنان
من قدّاس الشكر في سبعل اللبنانيّة، بلدة الخوري بيدرو لحّود. مصدر الصورة: بلديّة سبعل، قضاء زغرتا-لبنان

وأردف سويف: «نشكر الله على هذا الكاهن الذي، بحسب قول الأطباء، توفي بالقلب نتيجة الإرهاق في العمل والخدمة، هو الذي حاول تجسيد منطق السماء في خدمة الفقراء والمهمشين والمرضى. وأنا شخصيًّا تأثرت كثيرًا بحياته ورأيتها دعوة لنعرف التمييز في حياتنا والذهاب إلى العمق والجوهر الذي هو وجه يسوع المنعكس على وجه الإنسان».

رسالة السفير البابويّ

بدوره، قال بورجيا: «لطالما أعطى لبنان الأمور الجيدة، ونماذج من القداسة والحياة المقدسة». وتابع: «علينا أن نتعلم من المتواضعين في حياة القداسة، بخاصة في هذه الظروف التي يعيشها لبنان، وهذا ما يقودنا نحو الفقراء. يتطلب ذلك الحبّ الذي هو كمال الحياة المسيحية، والذي هو العطاء بلا حدود أو انتظار أيّ رد من الآخر. حياة في الحبّ هي حياة في الكمال وهي حياة قداسة. الحبّ يتجلى في الغفران والعطاء والتضامن مع الآخر. أتمنى لكنيسة لبنان أن تبقى مثالًا للتواضع والمحبة».

يُذكر أنّ دائرة دعاوى القديسين في الفاتيكان وافقت قبل أشهر على فتح دعوى تقديس الخوري بيدرو لحود. قدّمت الدعوى وتابعتها أبرشيّته في فنزويلا التي ولد ونشأ فيها وخدم فقراءها. علمًا أنّه عاش أيضًا جزءًا من طفولته في لبنان، ثمّ عاد وقصده كاهنًا ليرفع الصلاة في كنيسة مسقط رأسه (سبعل) بحسب نبذة مقتضبة نشرتها بلديّة سبعل عن ابنها وعائلته.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته