قدّيس زاره ملاك الربّ في سجنه وشفى جراحه

القدّيس ميرون الكاهن القدّيس ميرون الكاهن | مصدر الصورة: hramikona/Shutterstock

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس الشهيد ميرون الكاهن في 17 أغسطس/آب من كلّ عام. قدّيس كان مثالًا للراعي الصالح الذي أدار رعيّته بكلّ أمانة وغيرة، واستشهد حبًّا بالمسيح.

ولِدَ ميرون في القرن الثالث، وكان أبوه رجلًا ثريًّا. تعهّد بالوقوف إلى جانب الفقراء ومساعدتهم بالمال الذي كان يوفّره له والده. فأحبّه الجميع، ولم يكن يجتمع بهم للسؤال عن احتياجاتهم المادّية فحسب، بل للتحدّث عن محبّة المسيح للعالم وعن تعاليمه المقدّسة. رُسِمَ كاهنًا في مدينة كيزيكس في ضواحي أخائية-آسيا الصغرى. فكان مثالًا للراعي الصالح، إذ أدار رعيّته بكلّ أمانة وغيرة، في سبيل خلاص النفوس.

وحين اندلعت شرارة اضطهاد المسيحيّين في أيّام الملك داكيوس قيصر، وبينما كان الكاهن ميرون يحتفل بعيد الميلاد مع أبناء رعيّته، هجم الوالي على الكنيسة وقبض على المؤمنين. فتقدّم الكاهن من الوالي بكل جرأة، وبدأ يوبِّخه على ظلمه، وحضّ المسيحيّين على الثبات في إيمانهم.

غضب الوالي وقبض عليه، وأمره بالسجود للأوثان، لكنّ نيرون رفض أوامره معلنًا أنّه لا يسجد إلّا للمسيح الإله الحقّ. عندئذٍ، مزقوا جسده ورموه في النيران الملتهبة، فصانه الله من الحريق واحترق كلّ من كان حولها. خاف الحاضرون وكذلك الحاكم الذي واصل تعذيبه بوحشيّة، أمّا ميرون فظلّ صابرًا على آلامه بقوّة المسيح.

وبعد ذلك، وضعه الحاكم في السجن، فزاره ملاك الربّ الذي عزّاه وشفى جراحه. ولمّا رآه الوالي صحيح الجسم، ظنّه ساحرًا. أمر بطرحه للوحوش فآنسته، حينها دُهِشَ الحاضرون أمام ذلك المشهد، وصرخوا بصوتٍ واحد: «عظيم هو الإله الذي بشَّرنا به ميرون». اضطرب الحاكم وخاف من ثورة الشعب عليه، فأرسل الكاهن إلى مدينة كيزيكو، وهناك قطع رأسه، وهكذا توِّج بإكليل النصر قرابة العام 253.

فيا ربّ، هبْنا جُرأة هذا القدّيس في الدفاع عن إيماننا المسيحي حتى النفس الأخير.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته