خادمة الله… من هي الأخت سيسيليا للقلب الأقدس؟

خادمة الله الأخت سيسيليا للقلب الأقدس خادمة الله الأخت سيسيليا للقلب الأقدس | مصدر الصورة: الأخت سناء قلب يسوع

رغم أنها كانت تخدم في «دير المحبّة»، دفعت الكراهية بعضهم إلى إنهاء حياة خادمة الله الأخت سيسيليا للقلب الأقدس في بغداد-العراق ليلة 16 أغسطس/آب 2002 وقد جاوزت الـ71 من عمرها لتموت أشبه بمعلّمها، من دون أن تفتح فاها.

ولدت ماري موشي حنا عام 1930 في قرية بيبوزي المسيحية التابعة لأبرشية العمادية حينئذٍ في محافظة دهوك العراقية. ترعرعت في أحضان عائلة مسيحية بسيطة مؤمنة. بعد وفاة والديها، تولّت الأخوات في دير راهبات القلب الأقدس في أرادن العناية بها وبشقيقتها، لتنشأ في أجواء التقوى والقداسة وحبّ القريب والبساطة الإنجيلية.

اختارت ماري منذ يفاعتها اعتناق الرهبنة عام 1943 وأبرزت نذورها الموقتة عام 1948 متخذةً «سيسيليا» اسمًا رهبانيًّا على اسم القديسة الشهيدة سيسيليا، ثم المؤبدة عام 2000.

كانت سيسيليا نموذجًا لأخواتها في الرجاء المستنير القادر على تغيير الحياة والمستقبل، والقادر على قيادة المسيرة، لا سيّما في أحلك الظروف. استمدّت قوّتها من ساعاتٍ طويلة قضتها في الصلاة والسجود أمام القربان، ودأبها على الاشتراك اليوميّ في الذبيحة الإلهية، بحسب الأخت سناء قلب يسوع، النائبة العامة لرهبنة بنات قلب يسوع الأقدس والمسؤولة رهبانيًّا عن متابعة ملف تطويب الأخت سيسيليا.

خادمة الله الأخت سيسيليا للقلب الأقدس. مصدر الصورة: الأخت سناء قلب يسوع
خادمة الله الأخت سيسيليا للقلب الأقدس. مصدر الصورة: الأخت سناء قلب يسوع

وأوضحت الأخت سناء أنّ سيسيليا خدمت الرهبانيّة في مناصب عدّة، إذ انتُخبت رئيسةً عامة للأعوام 1974-1978 و1986-1990. كما كانت مدبِّرةً عامّة ومستشارة ونائبة للرئيسة في سنوات أخرى. وخدمت في أديار الرهبنة في بغداد والموصل والعمادية والأنبار.

إلى جانب إتقانها أعمال الخياطة والحياكة، أجادت العربية والكلدانية وأتقنت الصلاة الطقسية الكلدانية. وكانت الصلاة شغفها الأول تؤدّيها بشوق وحبٍّ طبعا حياتها وأفعالها اليومية. وتابعت الأخت سناء: «كانت الأخت سيسيليا بحق راهبة صلاة، وكان حضور الربّ الدائم في حياتها ينبوع فرحها وسلامها ومصدر قوّتها وقت الصعاب. أشعّت بصدقها ونقائها نور المسيح البهيّ وجسّدت في كيانها محبّته وعاشت هويتها الرهبانيّة الحقّة كابنة للقلب الإلهي».

أحبّت سيسيليا دعوتها وجاهدت لخير رهبنتها وأخواتها، فكانت خبرتها الروحيّة ونضوجها ملموسين، في سنواتها الأخيرة خصوصًا. وتعتقد أخواتها أنّ «استشهادها روحيًّا كان سابقًا لاستشهادها بالجسد. فمنحها الربّ إكليل الشهادة مكأفاةً على أمانتها واجتهادها وجهادها في حياتها الرهبانيّة دون تذمّر، فكانت يد الربّ ترافقها وتهيِّئها ليوم عرسها السماوي».

وثيقة إعلان الأخت سيسيليا موشي حنا «خادمة الله»، صادرة عن دائرة دعاوى القدّيسين في الفاتيكان. مصدر الصورة: الأخت سناء قلب يسوع
وثيقة إعلان الأخت سيسيليا موشي حنا «خادمة الله»، صادرة عن دائرة دعاوى القدّيسين في الفاتيكان. مصدر الصورة: الأخت سناء قلب يسوع

اهتمّت الكنيسة الكلدانيّة بمتابعة ملفّ دعاوى قديسيها وشهدائها، وقرّر سينودسها عام 2016 تسليمه للمطران فرنسيس قلابات راعي إيبارشية مار توما الرسول الكلدانيّة في ديترويت. وبعد مساعٍ حثيثة زفّت رهبانية بنات قلب يسوع الأقدس خبر إعلان الأخت سيسيليا موشي حنا «خادمة الله»، وذلك بحسب وثيقة دائرة دعاوى القدّيسين في الفاتيكان عام 2018 في خطوة أولى نحو القداسة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته