انتقال مريم العذراء إلى السماء… مدرسة في الإيمان

لوحة تجسّد انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء لوحة تجسّد انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء | مصدر الصورة: Renata Sedmakova/Shutterstock

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار انتقال العذراء مريم والدة الإله في 15 أغسطس/آب من كلّ عام. وفي هذا العيد المبارك، نُجَدِّد إيماننا الحقّ بعقيدة انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء، واضعين ثقتنا المطلقة بربّنا وإلهنا يسوع المسيح.

يحملنا هذا العيد المجيد، إلى التأمّل في العقيدة الإيمانيّة التي أعلنها البابا بيوس الثاني عشر، عام 1950، وهي تتمحور حول انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء. ونحن لا ننكر بذلك موت العذراء، بل نؤمن بأنّها انتقلت في ما بعد إلى السماء من دون أن يعرف جسدها الطاهر الفساد، وذلك بامتياز خاص من الله. فكما اختارها أمًّا وعذراء، ومثلما عصمها من الخطيئة الأصليّة، كذلك نقلها إليه بطبيعتها الإنسانيّة الكاملة نفسًا وجسدًا.

عاشت مريم إيمانها القويم بربّها بالقول والعمل، حتى استحقّتْ أن تُطَوِّبها جميع الأجيال: «لأَنَّه نَظَرَ إِلى أَمَتِه الوَضيعة. سَوفَ تُهَنِّئُني بَعدَ اليَومِ جَميعُ الأَجيال» (لو 1: 48). كما أحبّت بصدق وتواضع، فغرست الخير والفرح، أينما حلّت منذ طفولة الربّ يسوع، مرورًا ببلوغها قمّة المحبّة التي جسّدتها في زيارتها إلى نسيبتها أليصابات وبعدها في عرس قانا الجليل وصولًا إلى مشهد الصليب حيث لم تنتقم بل شاركت وحيدها في عيش التسامح والمغفرة لمن صلبوه.

وهكذا غَدَتْ العذراء مريم لنا مدرسة في الإيمان والتضامن مع الآخر في لحظات فرحه كما في أوقات حزنه. وبعد صعود الربّ يسوع إلى السماء، ظلّت العذراء مرافقة للرسل المثابرين على الصلاة بقلب واحد، وحين حلّ الروح القدس عليهم في علية صهيون، كانت مريم معهم.

وفي هذا العيد، نتساءل عن مدى استعدادنا للسير على مثال أمّنا مريم، هدية الربّ يسوع لنا، حتى نستحقّ ساعة موتنا الانتقال بالنفس إلى أحضان الفردوس، راقدين على رجاء القيامة من بين الأموات، في الدهر الآتي.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته