المدارس الكاثوليكيّة في لبنان تجابه الأزمات… ما استراتيجيّة صمودها؟

مدرسة مار يوسف الكاثوليكيّة في عينطورة، لبنان مدرسة مار يوسف الكاثوليكيّة في عينطورة، لبنان | مصدر الصورة: صفحة مدرسة مار يوسف-عينطورة في فيسبوك

وقع قطاع التعليم في لبنان منذ خمسة أعوام في براثن أزمةٍ نهشت مقوّماته ودفعته إلى مواجهة تحدّيات لا تُعَدّ ولا تُحصَى. ولم تستثنِ الأزمة المدارس الكاثوليكية التي تبذل كلّ جهدٍ ولا توفّر وسيلة كي لا تغلق أبوابها في وجه الطلّاب وذويهم.

وفي ظلّ هذا الواقع الأليم وتهديد الحرب القائم في لبنان، تستعدّ المدارس الكاثوليكية لفصل عودة الطلاب في شهر سبتمبر/أيلول المُقبل. فهل من استراتيجيّة تتماشى مع ما تقتضيه الظروف؟

في حديثٍ خاصّ إلى «آسي مينا»، كشف أمين عام المدارس الكاثوليكية في لبنان، الأب يوسف نصر، جملة التحديات التي تجابهها المدارس الكاثوليكية، موضحًا استراتيجيات العمل للعام المُقبِل.

وقال نصر: «سنعتمد استراتيجية للعام الدراسي 2024-2025 تتناسب مع الوضع الراهن المُتَقلّب». وتابع: «نحن اليوم أمام تحديات عدّة من فرائض وزارة العمل الجديدة، إلى مطالبة نقابة المعلّمين بمتوسّط رواتب جديد يصل إلى 60 في المئة من معدّل رواتب ما قبل الأزمة، فضلًا عن واجباتنا مع المتقاعدين». فالمدارس الكاثوليكية «حلّت محلّ الدولة وقدّمت للمتقاعدين ما يعادل 6 رواتب سنوية».

واسترسل نصر: «تنقسم المداخيل في مدارسنا إلى أجزاء عدة. وتعتمد المؤسسات التعليمية بشكل أساسي على الأقساط المدرسيّة، فضلًا عن التبرّعات. وينبغي أيضًا ذكر واجبات الدولة تجاه المدارس نصف المجانية وتلك المتعاقدة مع وزارة الشؤون الاجتماعية».

دعمٌ للمعلّمين والمتعلّمين

أكّد نصر تجاوب الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية مع مطلب نقابة المعلّمين. وشرح: «نساند النقابة ونتجاوب مع مطلبها، ولكن حسب ميزانية كلّ مدرسة. ولن نتغاضى عن المعلّمين الذين ثبتوا في مدارسهم طوال سنوات الأزمة».

صورة جماعيّة من مسابقة فيلوكاليا لجوقات المدارس الكاثوليكيّة في مايو/أيار 2024. مصدر الصورة: الموقع الإلكترونيّ للأمانة العامّة للمدارس الكاثوليكيّة
صورة جماعيّة من مسابقة فيلوكاليا لجوقات المدارس الكاثوليكيّة في مايو/أيار 2024. مصدر الصورة: الموقع الإلكترونيّ للأمانة العامّة للمدارس الكاثوليكيّة

ولن يتغيّر الوضع بالنسبة إلى الطلاب غير المُقتدرين، إذ فسّر نصر: «تستطيع العائلات غير الميسورة التوجّه إلى مكتب المساعدة الاجتماعية في مدارسها ليُدرَسَ ملفّها. وقد حصلت الأسر المُحتاجة على تخفيضات في السنوات الماضية».

أمّا بالنسبة إلى الطلاب المُقيمين في جنوب لبنان، فستسعى الأمانة العامة جاهدةً إلى إبقائهم في قراهم ومدارسهم حتّى الساعة كي «لا يفقدوا أملهم بالعودة إلى مسقط رأسهم. ولكن في حال تردّي الوضع سنعتمد استراتيجية إضافية لدمج الطلاب في مدارس العاصمة أو المناطق التي سيكونون فيها».

نبراسٌ للعلم والتميّز

لطالما كانت المدارس الكاثوليكية ذائعة الصيت بمستواها التعليمي المتين وانفتاحها على أساليب التعليم الحديثة. لذلك لا تزال الخيار الأول للمسيحيين في لبنان.

وعن سبب الإقبال على هذه المدارس، أكّد نصر: «نعتمد برامج تعليمية تواكب تقدّم العصر. فنسعى إلى التعليم الأخضر، والتعليم الدامج، والتعليم عبر أحدث الابتكارات التقنية». وأضاف: «نحاول مواكبة التطور مع التركيز على قيمنا ومبادئنا. فنبتعد عن الأفكار الجديد المدسوسة لتغيير طريقة عيشنا وأخلاقياتنا». وختم قائلًا: «نقدّم تربيةً متكاملةً لتنمية شخصية المُتَعَلِّم. ونزوّده بالمهارات الواجبة كي تسنَحَ له جميع الفرص لتحقيق ذاته».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته