تكريم الأديبة السوريّة ليلى أورفلي... كيف أثرت الروحانيّة المسيحيّة كتاباتها؟

الأديبة السوريّة ليلى أورفلي الأديبة السوريّة ليلى أورفلي | مصدر الصورة: صفحة ليلى أورفلي في فيسبوك

كرّمت مديرية الثقافة في حلب-سوريا بالاشتراك مع جمعية أصدقاء اللغة العربية الأديبة ليلى أورفلي، الحائزة أخيرًا المركز الثالث في مسابقة ديوان العرب في القاهرة-مصر عن فئة قصيدة النثر. ومن المثير للاهتمام أنّ تعزيز الموهبة الكتابية لدى الشاعرة السورية وانطلاقتها نحو الناس تحقّقا من خلال المسيرة الروحية التي عاشتها خصوصًا مع الرهبانية اليسوعية.

في حديث خاص إلى «آسي مينا»، كشفت أورفلي عن اهتمامها منذ صغرها بالقراءات الروحية خصوصًا سفرَي المزامير ونشيد الأنشاد، واللذين ترافقا مع كتاباتها الأولى. وقد عززت قدرتها على الكتابة وزادت من موهبتها، الرياضات الروحية في دير الراهبات الكرمليّات في بلدة صلنفة (ريف اللاذقية)، من خلال جو الرياضة الصوفي واختبارها إياه بمختلف أبعاده والتأمل في العهدَين القديم والجديد.

وتابعت: «وقتها، كنت أنظر إلى كتاباتي على أنّها مساحة خاصة بي. لم أقدّر نفسي، وأنّ بإمكاني أن أصبح شاعرة خصوصًا أنّني أكتب قصيدة النثر وثمّة في العالم العربي من لا يستسيغها. لذا كنت أهاب الأمر وأفترض عدم موافقة دور النشر على طباعة قصائدي».

وعن العامل الحاسم في خروج موهبتها إلى العلن أوضحت أورفلي: «كانت مشاركتي في المسير ابتداءً من العام 1998 -والذي كان ينظمه الأب فرانس فاندرلخت اليسوعي- حدثًا مفصليًّا في حياتي؛ فمن خلال الأحاديث الروحية والنفسية التي دارت بيننا، شجّعني على التعبير وعدم التردّد في النشر وترك الحُكم للجمهور. وبالفعل نشرتُ ديواني الأول في العام التالي».

أورفلي بعد نيلها جائزة المركز الثالث عن فئة قصيدة النثر في مسابقة ديوان العرب -القاهرة، مصر. مصدر الصورة: صفحة ليلى أورفلي في فيسبوك
أورفلي بعد نيلها جائزة المركز الثالث عن فئة قصيدة النثر في مسابقة ديوان العرب -القاهرة، مصر. مصدر الصورة: صفحة ليلى أورفلي في فيسبوك

وأضافت: «عمل فاندرلخت على الجانب النفسي في شخصيتي وحفّزني على أن أقدّم نفسي وأعبّر عن ذاتي مثلما هي؛ فيسوع يقبلنا كما نحن، وهو اختار تلاميذه من بين أقل الناس شأنًا، صانعًا منهم رسلًا. وعلى مثال ذلك، حضّني فاندرلخت على ألّا أستهين بالروح الشعرية التي أمتلكها».

وأشارت أورفلي إلى أثر الرياضات الروحية مع «جماعة الحياة المسيحية–سي في إكس» اليسوعية في حياتها؛ إذ كانت تكتب على هامش كلّ رياضة منها تأملات أو قصائد روحية، جمعتها لاحقًا في مجموعة أسمتها «معه»، لم تُنشر حتى الآن.

وختمت أورفلي حديثها بالتشديد على أنّ التأثير اليسوعي عليها تجاوز الأدب لينتقل إلى الرسم الذي كانت تحبه رفقة الشعر. فرغم أنّ فاندرلخت شجّعها أيضًا على خوض غماره، استبعدت الفكرة حينها لعدم تمكّنها من رفدها بالجانب الأكاديمي. لكن بعد استشهاد الأب اليسوعي استذكرت تشجيعه لتعمل على رسم عدد من البورتريهات له مع لوحة أخرى تحوي تعبيرًا روحيًّا ورمزيًّا عن استشهاده.

يُذكر أنّ في خلال تكريم أورفلي قدّم الأديب جورج سباط دراسة لديوانها «رذاذ الكلام»، بيّن فيها النزعة الصوفية للشاعرة وتأثّرها بالثقافة المسيحية من خلال استخدامها مفردات كنسية ومسيحية في قصائدها.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته