بيروت, الأحد 17 أبريل، 2022
يدور كتاب "النّبي" للأديب اللبنانيّ "جبران خليل جبران" في فحواه حول شخصيّة "المصطفى". وهو يعيش في مدينة "أورفليس" لمدة اثني عشر عامًا، وهو ينتظر السّفينة التي سترجعه إلى جزيرته. لقد تمّ اختياره كنبي لسكان المدينة وحكيمًا لهم. عندما يرى "المصطفى" وصول سفينته، يكون سعيدًا ولكنه يحسّ بالحزن، في تركه الأشخاص، الّذين يهتم لأمرهم. يغادر التّلال ويعود إلى المعبد في المدينة. وهناك يطلب منه الشّيوخ عدم المغادرة، ويسألونه عن فلسفته حول الحياة والموت.
وهكذا جاء "النبي" في أحد أوجه خطورته وأهميّته تجسيدًا لبرنامج "جبران" الكتابي وتجربته المختلفة. هو رسالة محبّة إلى عالم مجرّح الجسد بآثار الحرب الكونيّة الأولى وتداعيات الفقر والحرمان التي أورثتها. ومن ثمّ عبّر "جبران" بذلك عن إنجازه لخطاب معاصر، لإنسان معذب ومسلوب الحريّة والعدل والحبّ والحقّ. لكنه يتسلّم نداءات بعيدة غائرة في الزّمن، يردّدها مبشّرًا، وهي تداخلت في روحه تعاليم وأخلاق ووصايا إنسانيّة، تولدت من أديان عدّة.