بيروت, السبت 10 أغسطس، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس الشهيد لورنسيوس في 10 أغسطس/آب من كلّ عام. قديس استشهد متحملًا الآلام حبًّا بالربّ يسوع.
ولِدَ لورنسيوس عام 225 في مدينة هويسكا الإسبانيّة والتي كانت مستعمرة رومانيّة في تلك الأيّام. استُشهد والداه حبًّا بالمسيح. تتلمذ لورنسيوس على يد سيكستوس الذي كان مُعلِّمًا كنسيًّا كبيرًا من أصل يوناني. وبعدها غادر لورنسيوس مع معلّمه إلى روما. وعام 257 انْتُخِبَ سيكستوس حبرًا أعظم في روما. وفي العام عينه، رُسِمَ لورنسيوس شمّاسًا، وعيّنه البابا سيكستوس الثاني رئيسًا على سبعة شمامسة آخرين من أجل خدمة الكنيسة البابويّة.
تميّز لورنسيوس بالتقوى وميله إلى حياة الزهد، لذا كان الرجل المناسب في المنصب الذي اختاره له الحبر الأعظم. وفي شهر أغسطس/آب من العام 258 أمر الملك والريانوس الروماني الوثني بمصادرة جميع الممتلكات المثبت أنّها ترجع لأشخاص مسيحيّين. ومن ثمّ، أصدر أوامره بالقبض على كلّ الأساقفة والكهنة والشمامسة وإعدامهم. وفي 6 أغسطس/آب عام 258 أُعدِم البابا سيكستوس الثاني. بعدئذٍ، عرف لورنسيوس الشمّاس أنّ ساعة استشهاده قد اقتربت، فجمع في خلال ثلاثة أيّام كلّ ما تملكه الكنيسة من صدقات، ووزّعها على الفقراء.
وبعد تلك المحطّة، سلّم لورنسيوس ذاته إلى الوالي، ورافقه عدد كبير من الفقراء والعرج والعميان الذين حصلوا على المساعدات. وعندما أمره الملك بتسليم ممتلكات الكنيسة إلى الدولة، أشار لورنسيوس إلى الفقراء الذين ساروا معه، وقال له: «هؤلاء هُم ثروة الكنيسة الحقيقيّة». غضِبَ الملك واعتبر تصرفه تحدّيًا لأوامره، وأمر بتعذيبه وموته على مهل. وفي النهاية استشهد لورنسيوس في 10 أغسطس/آب عام 258. وهو شفيع هولندا وإسبانيا والفقراء.