أربيل, الخميس 8 أغسطس، 2024
«سالِموا جَميعَ النَّاسِ إِن أَمكَن، على قَدْرِ ما الأَمرُ بِيَدِكم» (رو 12: 18)، تبدو هذه الآية من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية شعارًا مثاليًّا للعلاقات بين البشر. فالإنسان كائن «شركة» بجانب كونه كائنًا اجتماعيًّا، وحاجته إلى الصداقة كمثل حاجته إلى الخبز. ومن ضرورات حياته أن يتواصل مع الآخرين عبر علاقة، سواء كانت رفقة أم زمالة أم صداقة أم سواها.
يشرح المطران بشّار متّي وردة راعي إيبارشيّة أربيل الكلدانيّة في حديثه لـ«آسي مينا» حاجة الإنسان إلى العلاقات بأنواعها كي ينفتح على إمكانياته الشخصيّة، «لأنّ الإنسان ينتعش بوجود الآخر، الذي يفجِّر طاقاته، فتبرز وتشعّ وتُبدِع. وكُلما كانت العلاقة ودّيّة وإيجابيّة، زاد الإنسان إبداعًا وانفتاحًا ونضوجًا وحيويةً».
وأضاء على أنّ الله خالق العلاقات أيضًا، لا الكون فحسب. «فحينما شعر الله بعُزلة آدم، تعاطَفَ معه وقرّر أنّه: "لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ" ليُعلّمنا أن شعور العُزلة مُخيفٌ ومُقلِق».