بدأت العشيّة بمباركة الكاردينال جوفانّي باتّيسا ري النار التي أُشعلت أمام مدخل البازيليك. أضاء بعدها الشمعة الفصحيّة التي منها أُخِذ نورًا أُنيرت به شموع المؤمنين الملتئمين من أجل العشيّة. انتشر النور في الكنيسة، مُخترقًا ظلام البازيليك المُطفأة، فمن النار فالشمعة الفصحيّة فشموع المؤمنين وصولاً إلى إنارة البازيليك تدريجيًّا، كما تنصّ الرتبة، امتلأت البازيليك بفيضٍ من النور، علامةً على نور المسيح الظافر على الموت، نور وجه يسوع المبارك الذي أشرق على الأموات الراقدين في ظلال الموت، المُنتظرين يوم مجيء المخلّص منذ آدم وحوّاء. تخلّل العشيّة أيضًا إعطاء سرّ المعموديّة لسبعة أشخاص.
ألقى البابا فرنسيس خلال الذبيحة الإلهيّة، عظةً قال فيها: «لندع نسوة الإنجيل تمسكننا بيدنا، لنكتشف معهنّ شروق نور الربّ الذي يلمع في ظلمات هذا العالم». كما شرح البابا أنّ النسوة «رأينَ، سَمِعنَ وبشّرنَ» وعبر هذه الأفعال الثلاثة ندخل نحن أيضًا في فصح الربّ. قال الحبر الأعظم: «لم يتمّ الفصح من أجل تعزيةٍ عاطفيّةٍ للذين يبكوا موت يسوع، بل لتُشرّع القلوب على البُشرى الرائعة لظَفَر الربّ على الشرّ والموت». أضاف البابا: «ما أجمل الكنيسة التي تركض هكذا في طرقات هذا العالم! دون خوفٍ ودون تكتيكيّاتٍ ودون انتهازيّاتٍ؛ فيها فقط رغبة نقل فرح الإنجيل للجميع».
ختم البابا متوجّهًا إلى حاكم مدينة مليتوبول الأوكرانيّة، إيفان فيدوروف، والبرلمانيّين الأوكرانيّين الذين كانوا حاضرين في الصفوف الأماميّة خلال الذبيحة الإلهيّة. مدينة مليتوبول واقعة في الوقت الحالي تحت سيطرة الجيش الروسيّ. وكان حاكم مليتوبول قد خُطِف من الجيش الروسي لستّة أيّام، في الحادي عشر من آذار الفائت، ليُعاد إطلاق سراحه مقابل تسع سجناء. أكّد البابا صلاته لهم في هذه الليلة، هم الذين يمرّون بليل سّوادٍ حالكٍ، ليل الحرب والعنف. أنهى البابا عظته قائلاً باللغة الأوكرانيّة: «المسيح قام!».
محرّر آسي مينا لأخبار الفاتيكان وروما. يتابع دراسات عليا في اللاهوت العقائدي. باحث في الشؤون الكنسيّة. مقيم في العاصمة الإيطاليّة روما.