متحف أبرشيّة البصرة والجنوب الكلدانيّة يوثّق تاريخها ويصون تراثها

من داخل متحف أبرشيّة البصرة والجنوب الكلدانيّة، العراق من داخل متحف أبرشيّة البصرة والجنوب الكلدانيّة، العراق | مصدر الصورة: المطران حبيب هرمز

تسعى أبرشيّة البصرة الكلدانيّة للحفاظ على تراثها وصيانته ليكون متاحًا للأجيال القادمة، فتدرك عمق جذورها في أرض آبائها وأجدادها المضحّين في سبيل حفظ وديعة الإيمان والساعين إلى تسليمها للأحفاد. يترافق ذلك مع أمل حفاظ الأجيال المتعاقبة على هذا الموروث، الذي يسلّط الضوء على تاريخ الوجود المسيحيّ في المنطقة.

وفي هذا الصدد، قال المطران حبيب هرمز راعي أبرشيّة البصرة والجنوب الكلدانيّة في حديثه إلى «آسي مينا» إنّه لاحظ منذ تسلّمه مسؤوليّة الأبرشيّة عام 2014 وجود قطعٍ تراثيّة نادرة وكتبٍ قديمة موزّعة في كنائس الأبرشيّة، «فارتأينا جمعها وشرعنا في العام نفسه بصيانتها وأرشفتها وتوثيقها بغية الحفاظ على تاريخ كنيستنا».

من داخل متحف أبرشيّة البصرة والجنوب الكلدانيّة، العراق. مصدر الصورة: المطران حبيب هرمز
من داخل متحف أبرشيّة البصرة والجنوب الكلدانيّة، العراق. مصدر الصورة: المطران حبيب هرمز

تبرز بين موجودات المتحف أدوات خدمة المذبح المقدّسة إلى جانب الحُلَل الكهنوتيّة لآباء ومطارنة خدموا كنيسة البصرة في خلال القرنين المنصرمَين، وبطرشيلات وكتب ومطبوعات متنوّعة تتوزع على أقسامه الأربعة.

يضمّ القسم الأوّل أواني التقديس المستخدمة فوق المذبح وفي الهياكل، منها شعاع للقربان المقدّس وأجراسٌ وصنوج وقواعد الشموع وسواها. فضلًا عن أدوات أخرى استُخدمت في مدارس الأبرشيّة، يعود تاريخ أقدمها إلى أواخر القرن التاسع عشر.

من داخل متحف أبرشيّة البصرة والجنوب الكلدانيّة، العراق. مصدر الصورة: المطران حبيب هرمز
من داخل متحف أبرشيّة البصرة والجنوب الكلدانيّة، العراق. مصدر الصورة: المطران حبيب هرمز

بينما يضمّ القسم الثاني حُلَلًا كهنوتيّةً تراثيّة ارتداها آباء وأساقفة على مدى القرن الماضي، بعضها مطرَّز بالذهب والفضّة. فيما خُصِّص القسم الثالث للكتب والوثائق التاريخيّة.

وأشار هرمز إلى قِدم هذه الوثائق، إذ يعود تاريخ بعضها إلى فترة الاحتلال العثمانيّ، إلى جانب كتبٍ قديمة بلغاتٍ عدّة يعود تاريخ أقدمها إلى القرن السابع عشر. والقسم الرابع مخصّص لتراث ومقتنيات تخصّ التعليم المسيحيّ في الأبرشيّة في خلال القرن العشرين.

من داخل متحف أبرشيّة البصرة والجنوب الكلدانيّة، العراق. مصدر الصورة: المطران حبيب هرمز
من داخل متحف أبرشيّة البصرة والجنوب الكلدانيّة، العراق. مصدر الصورة: المطران حبيب هرمز

من بين أبرز مقتنيات المتحف، لوحات فنّية من بينها صور شخصيّة (بورتريهات)، بتوقيع الأب داديشوع الراهب، لعدد من بطاركة الكنيسة الكلدانيّة. ويَعدّها هرمز ثروة وغنًى لأجيال من أبناء الكنيسة ليتعرّفوا إلى تاريخ كنيستهم وتراثها العريق.

وخلص هرمز إلى القول: «تحمّسنا لهذا العمل لنحفظ تراثنا، ولدينا موظفة تعمل على صيانة موجوداته بالإمكانيّات البسيطة المتاحة. ورغم مساحته الصغيرة ضمن مبنى المطرانيّة، لا ينقطع زوّاره من سفراء ودبلوماسيّين ومسؤولين وطلبة وباحثين، إلى جانب ممثلي المنظّمات الدوليّة والسيّاح».

من داخل متحف أبرشيّة البصرة والجنوب الكلدانيّة، العراق. مصدر الصورة: المطران حبيب هرمز
من داخل متحف أبرشيّة البصرة والجنوب الكلدانيّة، العراق. مصدر الصورة: المطران حبيب هرمز

الجدير بالذكر أنّ المتحف يحتلّ قاعتَين ضمن مبنى مطرانيّة الكلدان في منطقة العشّار بمحافظة البصرة، جنوبيّ العراق. وتعقد المطرانيّة آمالها على نقله إلى كنيسة مار توما، أقدم كنيسة في البصرة لا تزال شاخصة منذ العام 1880، والمؤمَل إعمارها بالتعاون مع منظمّة اليونسكو.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته